هل التوسل إلى الله بجاه النبي أو بمنزلته أو بعمل الغير من أهل العلم والفضل شرك أو بدعة؟
الجواب:
التوسل بجاه الأنبياء أو بعض الصالحين، يتوسل إلى الله بجاههم ومنزلتهم أو عملهم الصالح، هذا بدعة؛ لم يفعله الصحابة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم، ولو كان مشروعًا لفعلوه، وأنس بن مالك رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يقول: كان الناس يستسقون بالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أي: يطلبون منه الدعاء، ثم بعد وفاة النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ استسقوا بعمر بن الخطاب، لم يتوسلوا بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد وفاته.
والحديث عن أنس قال: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ، كَانَ إِذَا قَحَطُوا اسْتَسْقَى بِالعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ إِنَّا كُنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَسْقِينَا، وَإِنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِعَمِّ نَبِيِّنَا فَاسْقِنَا» قَالَ: فَيُسْقَوْنَ. رواه البخاري (3710).
فلو كان التوسل بجاه النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ مشروعًا لتوسلوا بجاهه؛ لأن جاه النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ ومنزلته وشرفه في حياته وبعد مماته.
فإذًا من التوسل البدعي أن يقول: اللهم إنا نتوسل إليك بجاه فلان أو منزلته، وهذا يقع فيه كثير من الجهال، وهو بدعة؛ لأنه يتوسل بعمل غيره ومنزلة غيره، والمشروع أن يتوسل إلى الله بعمل نفسه لا بعمل غيره، بعمل نفسه، بإيمانه، باتباعه للسنة، ببره بوالديه، بثباته.
إذًا ما الذي استفدناه: هل التوسل إلى الله بجاه النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ شرك أو بدعة؟
الطالبة تجيب: بدعة.
[مقتطف من الدرس التاسع من دروس تطهير الاعتقاد لابنة الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله]