عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّ الحَلْوَاءَ وَالعَسَلَ» رواه البخاري (5431)، ومسلم (1474).
الحلواء: الشيء الحالي، هذا أمر جبلي، الذي يفعله من باب الاقتداء بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يؤجر.
قال ابن القيم في «زاد المعاد»(4/200) في فوائد ذلك:
وَكَانَ يُحِبُّ الْحَلْوَاءَ وَالْعَسَلَ، وَهَذِهِ الثَّلَاثَةُ-أَعْنِي: اللَّحْمَ وَالْعَسَلَ وَالْحَلْوَاءَ-مِنْ أَفْضَلِ الْأَغْذِيَةِ، وَأَنْفَعِهَا لِلْبَدَنِ، وَالْكَبِدِ وَالْأَعْضَاءِ، وَلِلِاغْتِذَاءِ بِهَا نَفْعٌ عَظِيمٌ فِي حِفْظِ الصِّحَّةِ وَالْقُوَّةِ، وَلَا يَنْفِرُ مِنْهَا إِلَّا مَنْ بِهِ عِلَّةٌ وَآفَةٌ.
ولكن يكون باعتدال، وفي هذه الأزمنة كثرت الحلويات وانتشرت بسببها الأمراض.
حتى العسل يكون شربه باعتدال، وما زاد عن حده انقلب ضده.
وهكذا اللحوم الإكثار منها فيها أضرار، وخاصة اللحوم الحمراء، وهي قوية على المعدة إلا مواضع منها كلحم الذراع، ومن أكثر منها يُبتلى بداء الملوك وهو داء النقرس.