جديد المدونة

جديد الرسائل

الأربعاء، 13 سبتمبر 2023

(97)الحديثُ وعلومُه

 

                     معرفة رجال الأسانيد

معرفة رجال الأسانيد علم جليل كبير القدر؛ حتى إن عَلِيّ بْن الْمَدِينِيّ يقول: التَّفَقُّهُ فِي مَعَانِي الْحَدِيثِ نِصْفُ الْعِلْمِ، وَمَعْرِفَةُ الرِّجَالِ نِصْفُ الْعِلْمِ. رواه الرامهرمزي في «المحدث الفاصل»(223).

 وكم يوفر لطالب العلم وطالبة العلم-الذي عنده همة عالية في البحثكم يوفر عليه معرفة الأسانيد ورجالها، من حيث التوثيق والتضعيف، والتصحيح والضعيف، والرد والقبول!

ولا يُلتفت إلى مُثَبِّطي المرأة عن علم الحديث؛ فقد بلغني أن هناك من يُثبِّط المرأة عن علم الحديث.

وهذا قول مَنْ لا يُهمُّهُ تفقه المرأة في العلم النافع.

نعم إن المرأة التي لا تتوق نفسُهَا للبحث ومعرفة الحكم على الأحاديث والآثار، هذه لا تحتاج إلى هذا العلم الشريف.

وقد اختصهُ الله بأهل الهِمَمِ العالية، كما قال الزهري: إنه يحبه ذكور الرجال ويبغضه مؤنثوهم.

وكما قال الرامهرمزي رَحِمَهُ الله في مقدمة «المحدث الفاصل»: فإنَّ الحديثَ ذَكَرٌ لا يُحِبُّه إلَّا ‌الذُّكْرانُ، ونَسَبٌ لا يُجْهَلُ بكلِّ مكانٍ.

واقرأ في «شرف أصحاب الحديث» للخطيب البغدادي تجد ما يذهِلُكَ في مناقب هذا العلم، الذي ترجع إليه كل العلوم، ويحتاجه كُلُّ المصنفين:

وإلى قولهم وما قد رووه ... راجع كل عالم وفقيه 

فقهنا ربي وإياكم في دينه.