الذرية الطيبة
عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ» رواه مسلم (1631).
هذا الحديث: فيه الحث على أن الإنسان يحرص أن يبقى له شيءٌ من الأعمال الصالحة بعد وفاته؛ لأن الإنسان إذا مات انقطع عمله ﴿وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39)﴾ [النجم].
ولكن هناك بعض الأسباب ممكن تبقى لنا بعد وفاتنا، ومنها: الذرية الطيبة، فالذرية الطيبة لا تنسَى آباءها ولا أمهاتها، يدعون لهم «أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ»، ويتصدقون عنهم، ويبرونهم بعد وفاتهم، ليس الأمر أنه خلاص مات الأب والأم وانتهى البر، لا.
وأحسن البر وأصدقه بر الوالدين بعد وفاتهما؛ لأنهما لا يريان معروف الولد، فهذا معناه أن الولد عنده دافع من قلبه، ويبتغي بذلك وجه الله عَزَّ وَجَل.
[مقتطف من كلمة التراحم بين الآباء والأبناء لابنة الشيخ مقبل بن هادي رَحِمَهُ الله]