جديد المدونة

جديد الرسائل

الثلاثاء، 1 أغسطس 2023

(22) الطب والمرضى

 

                        من أسباب الثبات عند المصائب

عن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كُنْتُ رَدِيفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «يَا غُلامُ، أَوْ يَا غُلَيِّمُ، أَلا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللهُ بِهِنَّ؟ فَقُلْتُ: بَلَى. فَقَالَ: احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ أَمَامَكَ، تَعَرَّفْ إِلَيْهِ فِي الرَّخَاءِ، يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ، وَإِذَا سَأَلْتَ، فَاسْأَلِ اللهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ، فَاسْتَعِنْ بِاللهِ، قَدْ جَفَّ الْقَلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ، فَلَوْ أَنَّ الْخَلْقَ كُلَّهُمْ جَمِيعًا أَرَادُوا أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَكْتُبْهُ اللهُ عَلَيْكَ، لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ، وَإِنْ أَرَادُوا أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَكْتُبْهُ اللهُ عَلَيْكَ، لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ، وَاعْلَمْ أنَّ فِي الصَّبْرِ عَلَى مَا تَكْرَهُ خَيْرًا كَثِيرًا، وَأَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا» رواه الإمام أحمد (2803).

قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ أَمَامَكَ، تَعَرَّفْ إِلَيْهِ فِي الرَّخَاءِ، يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ» فيه بشارات للمؤمن الثابت على دينِه، أنه لن يخذله، وأنه في كلاءته وحفظه، وأنه في حال شدتِهِ يثبتُهُ ويعينه، ويحفظه من عدوِّهِ.

قال السعدي رَحِمَهُ الله في «التوضيح والبيان لشجرة الإيمان»(92): أي: تعرف إلى الله بالإيمان وأعمال الإيمان، وأنت صحيح غني قوي، يعرفك الله في الشدة، ويقويك الله على مباشرتها، ويعينك على معالجتها.

قال: وأعظم شدة تنزل بالمؤمن شدة الموت وسكراته.

فهذا الحديث بشرى لكل مؤمن  قد تعرف إلى ربه في رخائه أن يعينه في ذلك المقام الحرج، والشدة المزعجة، وضعف القوى، وتكاثف الشياطين الذين يريدون أن يحولوا بين العبد وبين ختم حياته بالخير، فإن الله يعينه بتأييده، وروحه، ورحمته، ولا حول ولا قوة إلا بالله. اهـ.

اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة.