أسباب ضعف الفهم وقلة العلم
قال ابن القيم رَحِمَهُ الله في «الأمثال» -بعد أن وضَّح وفسَّر الكلمة الطيبة والشجرة الطيبة ووجه التشبيه في الآية-: وَلَعَلَّهَا قَطْرَةٌ مِنْ بَحْرٍ، بِحَسَبِ أَذْهَانِنَا الْوَاقِعَةِ، وَقُلُوبِنَا الْمُخَبَّطَةِ، وَعُلُومِنَا الْقَاصِرَةِ، وَأَعْمَالِنَا الَّتِي تُوجِبُ التَّوْبَةَ وَالِاسْتِغْفَارَ.
وَإِلَّا فَلَوْ طَهُرَتْ مِنَّا الْقُلُوبُ، وَصَفَتِ الْأَذْهَانُ، وَزَكَتِ النُّفُوسُ، وَخَلَصَتِ الْأَعْمَالُ، وَتَجَرَّدَتِ الهِمَمُ لِلتَّلَقِّي عَنِ اللَّهِ تَعَالَى وَرَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [1]، لَشَاهَدْنَا مِنْ مَعَانِي كَلَامِ اللَّهِ عَزَّ وَجَل، وَأَسْرَارِهِ وَحِكَمِهِ مَا تَضْمَحِلُّ عِنْدَهُ الْعُلُومُ، وَتَتَلَاشَى عِنْدَهُ مَعَارِفُ الْحَقِ.
وَبِهَذَا يُعْرَفُ قَدْرَ عُلُومِ الصَّحَابَةِ وَمَعَارِفِهِمْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم، وَأَنَّ التَّفَاوُتَ الَّذِي بَيْنَ عُلُومِهِمْ وَعُلُومِ مَنْ بَعْدَهُمْ كَالتَّفَاوُتِ الَّذِي بَيْنَهُمْ فِي الْفَضْلِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ مَوَاقِعَ فَضْلِهِ، وَمَنْ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ.