عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَسَدِيُّ
هو الرواجني رافضي، وقد كان يمتحن من أتى إليه ودخل عليه، فكان يمتحنه، فدخل عليه مرة أحد الطلاب فامتحنه.
قال القاسم بن زكريا المطرز: دخلت على عباد بن يعقوب وكان يمتحن من سمع منه، فقال: من حفر البحر؟ قلت: الله. قال: وهو كذلك، ولكن من حفره؟ قلت: يذكر الشيخ. فقال: حفره علي. قال: فمن أجراه؟ قلت: الله. قال: هو كذلك، ولكن من أجراه؟ قلت: يفيدني الشيخ. قال: أجراه الحسين. وكان مكفوفًا –أي: مكفوف البصر، أعمى-فرأيت سيفًا، فقلت: لمن هذا؟ قال: أعددته لأقاتل به مع المهدي. فلما فرغت من سماع ما أردت منه دخلت فقال: من حفر البحر؟ قلت: معاوية، وأجراه عمرو بن العاص، ثم وثبت وعدوت فجعل يصيح: أدركوا الفاسق عدو الله فاقتلوه.
رواها الخطيب عن أبي نعيم عن ابن المظفر الحافظ عنه.
وهذه القصة صحيحة، أبو نعيم هو أحمد بن عبد الله أبو نعيم الأصبهاني صاحب «الحلية» حافظ كبير الشأن. وابن المظفر هو محمد بن المظفر وترجمته في «تاريخ بغداد»(3/262) وهو حافظ كبير ثقة. وقاسم بن زكريا ترجمته أيضًا في «تاريخ بغداد» وفيه: كان من أهل الحديث والصدق والمكثرين في تصنيف المسند والأبواب والرجال، وفيه أيضًا أنه مصنف مقرئ نبيل. اهـ المراد منه. وهذه القصة أيضًا في «الكفاية» ص (209).
والقصة صحيحة، وقد ذكرها والدي رَحِمَهُ اللهُ في «الإلحاد الخميني»(134-135).
والإمام البخاري رَحِمَهُ اللهُ أخرج لعباد بن يعقوب هذا الحديث الواحد في «صحيحه»، وهو متابَعٌ عليه، وقد نص على ذلك الحافظ ابن حجر رَحِمَهُ اللهُ ، فقال رَحِمَهُ اللهُ في شرح هذا الحديث: وَعَبَّادٌ شَيْخُهُ –أي: شيخ البخاري-هَذَا مَذْكُورٌ بِالرَّفْضِ، وَلَكِنَّهُ مَوْصُوفٌ بِالصِّدْقِ، وَلَيْسَ لَهُ عِنْدَ الْبُخَارِيِّ إِلَّا هَذَا الْحَدِيثُ الْوَاحِدُ.
وقال رَحِمَهُ اللهُ في مقدمة «فتح الباري» (412): روى عَنهُ البُخَارِيّ فِي كتاب التَّوْحِيد حَدِيثا وَاحِدًا مَقْرُونا، وَهُوَ حَدِيث ابن مَسْعُود «أَي الْعَمَل أفضل؟»، وَله عِنْد البُخَارِيّ طرق أُخْرَى من رِوَايَة غَيره. اهـ.
وابن خزيمة كان يروي عنه، ويقول: حدثني الصدوق في روايته المتهم في دينه.