من مخدرات العقول
قال والدي الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله:
أقبح من القات: التلفزيون، هذا يا إخواني في الله كما أن القات يعتبر مخدرًا-بعضه يعتبر مخدرًا، وهو لا خير فيه سواء خدر أم لم يخدر-التليفزيون مخدر للعقول، نبينا محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يقول كما في «صحيح البخاري»: «لَيَكُونَنَّ أَقْوَامٌ مِنْ أُمَّتِي، يَسْتَحِلُّونَ الحِرَ وَالحَرِيرَ، وَالخَمْرَ وَالمَعَازِفَ»، وهو في البخاري من حديث أبي مالك أو أبي عامر. والمعازف هي آلات اللهو والطرب التي جاء بها أعداء الإسلام، حتى إن الناس الآن أصبحوا يحتقرون أغانيهم القديمة، ما يعجبهم إلا الأغاني العصرية.
قلنا: إن الناس أصبحوا يحتقرون أغانيهم القديمة، ومنها ما هو محرم، ومنها ما لا يعد شيئًا لو عقل أصحابها، ومنها ما ليس بمحرم دندنة على كلام فارغ، ويأتون الآن بموديلات جديدة، وربما تفتن بعضهم في أشرطة أمريكية أو باكستانية... إلى غير ذلك أعجمية ما يسمع إلا رنة الصوت، والله المستعان.
القصد عمى عمى على المسلمين، عمُو وقلدوا أعداء الإسلام، كما أخبر النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ، ففي «الصحيحين» من حديث أبي هريرة أن النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قال: «لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، شِبْرًا بِشِبرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَدَخَلْتُمُوهُ»، قَالُوا: الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «فَمَنْ؟!».
فالتليفزيون أُتي به؛ ليكون ضرَّةً للقرآن، رب العزة يقول في كتابه الكريم: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ َ﴾ [البقرة: 185].
والمسلمون في كثير من البلاد الإسلامية في الليالي الفاضلة يعكفون على التلفزيون، فمِن عاكف على التليفزيون من أجل الأغاني، ومِن عاكف على التليفزيون؛ من أجل النظر إلى الصور المحرمة، ونبينا محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ كما في «الصحيحين»([1]) من حديث أبي طلحة: «لا تَدْخُلُ المَلاَئِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلاَ صُورَةٌ».
[المرجع إجابة السائل على أهم المسائل لوالدي الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله]
قلت: ويشبه التلفزيون في تخدير العقول: هذه الأجهزة الحديثة الالكترونية، فهي تُخدِّر عقول الرجال والنساء، والصغار والكبار، وتضيع أوقاتهم.
وقد تكون أشد من التلفاز وأضر؛ لأنها لا تكاد تفارق صاحبها، سواء في المنزل، أو العمل، في السفر أو الحضر، في الطريق وأينما اتجه.
فاحذروا على أنفسِكُم، ولا سيما في هذه الأيام الفاضلة المباركة، أواخر العشر من رمضان.