تسأل إحدى أخواتي في الله: ما رأي الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله في حضور الختمة في المساجد؟
الجواب:
والدي رَحِمَهُ الله يرى انسحاب المأموم، ولا يتم معهم.
وهكذا الشيخ الألباني رَحِمَهُ الله. وإليكم شيئًا من كلامهما:
قال والدي: دعاء ختم القرآن لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فقد كان جبريل يعرض على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في كل عامٍ مرة، وفي العام الذي توفي فيه عرض عليه مرتين، ولم ينقل أنهم يدعون بذلك الدعاء الطويل العريض.
وهكذا أيضًا ما هو موجودٌ في آخر المصاحف، لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وينبغي أن يُحرَص على الدعاء في جميع الأوقات؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كما في حديث النعمان بن بشير في «سنن أبي داود»، و «جامع الترمذي»، «الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ»، ثم قرأ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر: 60].
فالدعاء هو العبادة، وهو من أفضل القربات، لكن تخصيصه عقب ختم القرآن هذا لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
وأما ما ورد ( كَانَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِذَا خَتَمَ الْقُرْآنَ، جَمَعَ أَهْلَهُ وَدَعَاهُ)، فهو ليس بحجة، وقبل هذا يُنظر فإنني بعيد عهدٍ في البحث عما ورد عن أنس-[الأثر ثابت]-، وإن ثبت فليس بحجة، يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ} [الأعراف: 3].
ثم نحن نتحداهم أن يثبتوا أن هذا الدعاء الطويل العريض ورد عن أنس، فما هو الذي ورد عن أنس؟! وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وعلى آله وسلم، والرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ»، ويقول صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «إن الله حجب التوبة عن كل صاحب بدعة حتى يدع بدعته»، وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
هذا إن قيل: إن هناك قشورًا ولُبابًا، فهذه الأشياء التي تضاف إلى الدين تعتبر قشورًا، أما الدين فليس فيه قشور ولباب، ولسنا من أهل دعوة القشور واللُّباب، لكن هذه الأشياء التي تضاف إلى الدين هي تعتبر قشورًا.
وأنا أرى لمن أراد أن يقتدي بالأئمة في الحرمين أرى أن يصلي معهم .. عشر ركعات، أو ثمان ركعات، ثم يوتر، ويقنت على السنة.
وهكذا أيضًا الدعاء لم يثبت عن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ، وهكذا أيضًا الدعاء الوارد عن شيخ الإسلام ابن تيمية فإنه يُشك فيه، فشيخ الإسلام ابن تيمية من أحرص الناس على اتباع الهدى واتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولو ثبت أيضًا فليس بحجة، والتقليد نعتبره محرَّمًا، لكنه لم يثبت عن شيخ الإسلام ابن تيمية. المرجع: «شريط حكم التصوير».
ويقول الشيخ الألباني رَحِمَهُ الله عن دعاء الختم في الصلاة: كما يفعلون في بعض المساجد في أرض الحرمين وغيرها من دعاء الختم، حتى إنه يحضر ليلة الختم من أجل الدعاء أمة كبيرة، لا يشرع. «جامع تراث العلامة الألباني في الفقه» (17/ 267).
وألف في هذه المسألة الشيخ بكر بن عبد الله رَحِمَهُ الله جزءًا «في مرويات دعاء ختم القرآن»، ومنع في هذه الرسالة دعاء ختم القرآن في الصلاة بحجج قوية، تقدَّم بعضُها.
وماذا يعمل المأموم عند دعاء ختم القرآن في الصلاة؟
الشيخ الألباني رَحِمَهُ الله يرى أنه ينسحب ولا يشهد معهم، وقال عن قول النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا صَلَّى مَعَ الْإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ حُسِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ» رواه أبو داود (1375) عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وهو في «الصحيح المسند» (270) لوالدي رَحِمَهُ الله.
ماذا يعني الرسول بالإمام؟ الإمام المتسنن أم غيره؟ ما تظن؟
مداخلة: المتسنن.
الشيخ: طيب! فإذًا لا يتابعه إذا كان غير متسنن. اهـ من «جامع تراث العلامة الألباني في الفقه» (7/ 128).
وكذلك والدي رحمه الله كلامه يفيد هذا، فهو يقول: أنا أرى لمن أراد أن يقتدي بالأئمة في الحرمين أرى أن يصلي معهم .. عشر ركعات، أو ثمان ركعات، ثم يوتر، ويقنت على السنة.