تسأل
إحدى أخواتي في الله عن حديث العتق من النار في آخر رمضان بقدر ما أعتق في الشهر
كله، هل هو حديث صحيح؟
الجواب:
ورد
هذا في حديثٍ رواه ابن الجوزي في «الموضوعات»(2/190) عن أبي هريرة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الحديث وفيه: « وَلِلَّهِ عزوجل فِي كُلِّ يَوْمٍ
أَلْفُ أَلْفِ عَتِيقٍ مِنَ النَّارِ، فَإِذَا كَانَ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ
شَهْرِ رَمَضَانَ أَعْتَقَ اللَّهُ فِيهَا مِثْلَ
جَمِيعِ مَا أَعْتَقَ فِي الشَّهْرِ كُلِّهِ،
وَإِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ أَعْتَقَ اللَّهُ فِيهَا مِثْلَ مَا
أَعْتَقَ فِي الشَّهْرِ كُلِّهِ، وَإِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ الْفِطْرِ ارْتَجَّتِ
الْمَلائِكَةُ وَتَجَلَّى الْجَبَّارُ جَلَّ جَلالُهُ مَعَ أَنَّهُ لَا يَصِفُهُ
الْوَاصِفُونَ فَيَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ وَهُمْ فِي عِيدِهِمْ مِنَ الْغِدَ يُوحَى
إِلَيْهِمْ يَا مَعْشَرَ الْمَلائِكَةِ: مَا جَزَاءُ الأَجِيرِ إِذَا وَفَّى
عَمَلَهُ؟ فَتَقُولُ الْمَلائِكَةُ: يُوَفَّى أَجْرَهُ.
فَيَقُولُ
اللَّهُ تَعَالَى: أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُ».
قال
ابن الجوزي عقِبَهُ: هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِيهِ مَجَاهِيل، وَالْمُتَّهَم بِهِ عُثْمَان بْن
عبد الله.
قَالَ
ابْنُ عَدِيٍّ: حدث بمناكير عَن الثقاة وَله أَحَادِيث مَوْضُوعَة.
وَقَالَ
ابْن حبَان: يضع على الثقات.
وذكره الشيخ الألباني في «الضعيفة»( 5468).
وشهر رمضان كله شهر العتق من النار،
روى ابن ماجه (1643)عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِلَّهِ عِنْدَ كُلِّ فِطْرٍ عُتَقَاءَ، وَذَلِكَ فِي
كُلِّ لَيْلَةٍ».
وروى الترمذي (682)عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا
كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ،
وَمَرَدَةُ الجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا
بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الجَنَّةِ، فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ،
وَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ
أَقْصِرْ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلكَ كُلُّ لَيْلَةٍ.
وأصله في الصحيحين.
ففي كل ليلة يعتق الله كثيرًا من النار في رمضان،
وهذا يدل على شرفه وفضله.