جديد المدونة

جديد الرسائل

الثلاثاء، 28 مارس 2023

(46)مواعظ رمضان

 

                    تحلي الصائم بالهدوء والسكينة

الحرص على الهدوء والسكينة، وترك العصبية، والنزاعات، ورفع الأصوات، النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: «وَعَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ والوَقَارِ».

وهذا يحتاج إلى مجاهدة، ويحتاج إلى صبر «وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ».

فمن تصبرت صبَّرها الله، وأمدها بالمعونة والثبات، وكثير من البيوت يتكدَّرُ نعيمُها في نهار رمضان، ولا سيما قبل الغروب، يتكدَّر نعيمها وأُنْسها؛ بسبب الخلافات والخصام ورفع الأصوات، فعلى الصائم أن يتحلى بالهدوء والسكينة « وَلَا يَصْخَبْ» يعني: لا يرفع صوته. «فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ» حِلْمٌ وأخلاق، نبينا محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يقول: «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ وَالجَهْلَ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ».

«وَالجَهْلَ» السَّفه والسباب، ومجاذبة الأصوات.

 وعلى الأم أن تضبط نفسَها- نسأل الله أن يعيننا جميعًا- لا ترفع صوتها على الأولاد، لا ترفع صوتها على جليساتها ومن حولها، وهكذا الأب؛ ليكون أجر الصوم كاملًا تامًّا.

هذا، وليس معناه أن الأُسر الصالحة معصومة، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، فهم ليسوا بملائكة، وليسوا معصومين، فلا بد أن يكون هناك نقص، وهناك نزغات من الشيطان.

 ولهذا علينا بأن نجبر النقص بالاستغفار ﴿ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ ﴾ [فصلت: 6 ]. فإن الاستغفار يجبر النقص، وشُرعت صدقة الفطر؛ لأنها تكمل النقص، وهذا من رحمة الله عَزَّ وَجَل، كما روى ابن ماجة (1827) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ، وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ، فَمَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلَاةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ، وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلَاةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنَ الصَّدَقَاتِ».