قرار المرأة في البيت
سؤال: نرجو شرح هذه الآية يقول الله عَزَّ وَجَل: ﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى ﴾ [الأحزاب:33]؟
الشيخ: هذه في شأن نساء النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ، اختار الله لهنَّ العفة والنزاهة وصيانة العرض، فينبغي أن يُقْتَدَى بهن، وأما ﴿ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ ﴾ فهو على أنواع: ربما تخرج كاشفة لساقيها ولا تحتجب ولا تتغطى، وربما يطُفن بالبيت وهُنَّ عرايا، وتقول إحداهن:
الْيَوْمَ يَبْدُو بَعْضُهُ أَوْ كُلُّهُ |
... |
ومَا بَدَا مِنْهُ فَلَا أُحِلُّهُ |
والحديث صحيح، فهذا من تبرج الجاهلية، ولباس الإسلام بحمد الله معروف، وهو أن تغطي جميع جسدها بلباسٍ لا يكون شفَّافًا يصف الجسم.
سؤالٌ: إذا كان طلب العلم الشرعي أو غير الشرعي في الجامعات فإذا كان في اختلاط فهو حرام بيِّن، وإن لم يكن في اختلاط فأين آية القرار، فكثير من المسلمات يفهمن أن الابتعاد عن الاختلاط في المدارس هو القرار بحيث ما زلن يخرجن كثيرًا من بيوتهن، نرجو التوضيح؟
الشيخ: نعم، القرار البقاء في البيت، هذا لا إشكال فيه.
ما معنى قوله: ﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ﴾ [الأحزاب:33]؟
في: ظرفية، فالمراد: ابقين في بيوتكن، ويجوز لها أن تخرج للحاجة الضرورية.
أما مسألة المدارس والجامعات فالصحيح أنَّها عطَّلت كثيرًا من النساء عن العلم النافع، وعطلتهن عن الزواج، ربما لا تتزوج المرأة إلا بعد أن تنتهي من الجامعة، وربما... وربما..، وربما لو تزوجت بعد خمسة عشرة سنة ما يأتي قدر عشرين سنة إلا ولها ثلاثة من الولد فما بعد ذلك، فالصحيح أنه يعتبر تعطيلًا، وينبغي أن يعلم أن مدارسنا وجامعاتنا، وهكذا أيضًا مستشفياتنا ليست مبنية على أساس إسلامي، هي مبنية على تقليدٍ لأعداء الإسلام، فأنصح بالبقاء في البيت، وقد سمعتنَّ قول رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: «المَرْأَةُ عَوْرَةٌ، فَإِذَا خَرَجَتْ اسْتَشْرَفَهَا الشَّيْطَانُ».
أي: يقول لها: إنك لا تمرين بأحد إلا أعجبتيه، ويقول النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: « مَا تَرَكْتُ فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ ». الأمر خطير، فننصح بالبقاء في البيت، وألَّا تخرجَ إلا لحاجة.
[مفرَّغ من ش/ أسئلة النساء، وهو ضمن غارة الأشرطة المجلد الثاني]