7-وَعَنْ رَجُلٍ صَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تَغْتَسِلَ الْمَرْأَةُ بِفَضْلِ الرَّجُلِ، أَوِ الرَّجُلُ بِفَضْلِ الْمَرْأَةِ، وَلْيَغْتَرِفَا جَمِيعًا. أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ، وَإِسْنَادُهُ صَحِيحٌ.
هذا الحديث ذكره والدي رَحِمَهُ اللهُ في «الصحيح المسند» (1470).
الفضلة: البقية، وهو: الماء الذي يبقى في الإناء بعد الغسل.
«وَلْيَغْتَرِفَا» اللام: لام الأمر.
8-وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَغْتَسِلُ بِفَضْلِ مَيْمُونَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ.
9-وَلِأَصْحَابِ السُّنَنِ: اغْتَسَلَ بَعْضُ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جَفْنَةٍ، فَجَاءَ لِيَغْتَسِلَ مِنْهَا، فَقَالَتْ لَهُ: إِنِّي كُنْتُ جُنُبًا، فَقَالَ: «إِنَّ الْمَاءَ لَا يُجْنِبُ» وَصَحَّحَهُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ خُزَيْمَةَ.
هذا الحديث من طريق سماك عن عكرمة، ورواية سماك عن عكرمة مضطربة، ولكن الراوي عن سماك شعبة بن الحجاج، وقد كان شعبة بن الحجاج ينتقي في روايته عن شيوخه، ثم الحديث في الشواهد.
قوله « فِي جَفْنَةٍ» الجفنة: الإناء الواسع.
من الفوائد والمسائل:
-كراهة الغسل بفضل الرجل، والرجل بفضل المرأة.
وأما الجواز فيدل له حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَغْتَسِلُ بِفَضْلِ مَيْمُونَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا. وكذا الحديث الذي بعده.
-ونستفيد من قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَلْيَغْتَرِفَا جَمِيعًا»: اغتسال الزوجين معًا من إناء واحد، من غير كراهة. فإذا كانا يغترفان جميعًا لا شيء فيه، وقد ثبت عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ، تَخْتَلِفُ أَيْدِينَا فِيهِ» البخاري (261)، ومسلم (321).
-حسن أخلاق النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ مع نسائه.