قول: تباركَ، للشيء المخلوق
قال تَعَالَى: ﴿ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ أي: تعاظم الله رب العالمين سبحانه، وتبارك من خصائص الله عَزَّ وَجَل، فلا يقال للمخلوق: تبارك، وهذا من الأخطاء التي يقع فيها العوام، يقولون مثلًا: تبارك الزرع، تبارك الطعام.
وهذا من الأخطاء؛ لأن لفظة تبارك خاص بالله عَزَّ وَجَل، قال سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) ﴾ [الملك: 1].
وقد ذكر هذا ابن القيم رَحِمَهُ اللهُ أن هذا من خصائص رب العالمين، أما المخلوق، فيقال: مبارك.
فعلمنا أنه لا يقال للشيء المخلوق: تبارك. ولكن يقول: نجد فيه بركة مثلًا، إثبات البركة في المخلوق جائز، قال أسيد بن حضير رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «مَا هِيَ بِأَوَّلِ بَرَكَتِكُمْ يَا آلَ أَبِي بَكْرٍ!» البخاري (334)، ومسلم (367). لكن الممنوع أن يقال للمخلوق: تبارك.
المخلوق يقال عنه: مبارك، قال سُبحَانَهُ على نبيه عيسى: ﴿ وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31)﴾ [مريم: 31]. وقال الله عَزَّ وَجَل في الكعبة: ﴿ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (96) ﴾ [آل عمران: 96]. أما قول: تباركَ، للشيء المخلوق فهذا من أخطاء العوام، ومن أخطاء الألفاظ.
والبركة: ثبوت الخير الإلهي في الشيء، نسأل الله البركة، نحن بحاجة إلى الدعاء والتضرع إلى الله سُبحَانَهُ بنزول البركة. وإذا لم يكن هناك بركة لا توجد الفائدة والثمرة، وبركة الأرزاق، أحيانًا تجدين بركة في مالك، بركة في الأولاد، بركة في الأوقات، بركة في العلم، «وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ» رواه أحمد (1727) عن الحسن بن علي، وهو في «الصحيح المسند» (308) لوالدي رَحِمَهُ الله.
نسأل الله البركة.