جديد المدونة

جديد الرسائل

الأربعاء، 4 يناير 2023

(14) من نصائح والدي رحمه الله

 

[اطلبِ العلم تأتِك الكتب، والتحذير من جمع الكتب من غير استفادة منها]

 

قال والدي رَحِمَهُ الله:

أما مسألة الكتب فأنا أنصح طالب العلم أن يقبل إقبالًا كليًّا على طلب العلم والكتب ستأتيه، كما يقولون: اطلبِ العلم تأتِك الكتب.

 أما أن يهتم بجمع الكتب، كما قيل:

وعند الشيخ أسفار كبارٌ... مجلدة ولكن ما قراها.

فيَهْتَمُّ بجمع الكتب ثم لا يقرؤها، هذا صحيح يعتبر ربما يعني: يكون يريد بها زينةَ المكان أو كذا، فلا بد من أن يهتَمَّ بجمع الكتب، ويهتمَّ أيضًا بالاستفادة منها، ورُبَّ كتاب يساوي الدنيا، ولقد أحسن من قال:

وقائلةٍ أنفقتَ في الكُتْبِ ما حَوَت ... يمينُك يا هذا فقلتُ: دعيني
لعلِّي أجد منها كتابًا يَدُلُّني ... لأخْذِ كتابي في غدٍ بيميني

ثم تكلم رَحِمَهُ الله على عارية الكتاب، وقال:

 

أما إذا كان يُخشى ألَّا يرد الكتاب، أو يرده منقوصًا، أو لا يبالي بالكتاب يعبث به، يرده وقد حصل فيه تغيير أو شطب أو تمزق أو هكذا، فيُحافظ على كتبه، والله المستعان.

وقال رَحِمَهُ الله قبل ذلك:

من بركة الحديث إعارة الكتب، أمر طيب إعارة الكتب إذا كانت تُرد، أما إذا كانت- هذا أيضًا في «تقييد العلم»، ما هو بس من أجل واقعنا ههنا-، أما إذا كانت لا ترد، وأيضًا يكون في المكتبة نُسَخٌ، أو لا يَحتاج إلى ذلك الكتاب فيُعيره، أما يعيرُ الكتاب ثم لا يرجع، أو... ففيه أشعار في «تقييد العلم» لا أحفظها أنه يعني: لا يُعير كتبَهُ؛ لأن الناس ما يردونها، والله المستعان.

 

الطالب: إذا كان الشخص محتاجًا للكتاب للاستفادة من الكتاب وهو يعلم أن الشخص سيعيده وأبى أن يعطيه ما يدخل في كتمان العلم؟

الشيخ: وهو محتاج نفسُه؟

الطالب: لا، محتاج هذا الذي يطلبه.

الشيخ: إيه.

الطالب: وصاحب الكتاب يعرف أنه سيعيد الكتاب، ولكن لا يريد أن يعطيه.

الشيخ: من أجل ما يصير مثلَهُ، هو يكاد أن يكون واجبًا؛ من أجل نشر العلم إذا كان يعرف أنه سيرده، وهو محتاج للكتاب، والله المستعان.

[تفريغ من مراجعة تدريب الراوي لوالدي الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله]