جديد المدونة

جديد الرسائل

الثلاثاء، 31 يناير 2023

(11)سلسلة في الطِّبِّ وَالْمَرْضَى

 

                 مداراة المريض ومؤانسته

المريض يحتاج إلى مداراة ورفق؛ لضعْفِه النَّفسي والجسدي، فالكلمة الطيبة معه يسر بها، والدعاء له يرقِّق قلبه، ويرفع معنويته، والإحسان إليه بالطعام والخدمة والكلمة الطيبة يؤثِّرُ فيه، وتشجيع معنويته بقرب فرج الله عز وجل، فالفرج قريب، ﴿فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا [الشرح: 5 - 6].

دَعِ المَقَادِيرَ تَجرِي فِي أَعِنَّتِهَا...وَلَا تَبِيتَنَّ إلَّا خَالِيَ البَالِ

مَا بَينَ غَمضَةِ عَيْنٍ وَانتِبَاهَتِهَا...يُقَلِّبُ الدَّهْرَ مِن حَالٍ إِلَى حَالِ

ورفع معنوية المريض قد يكون سببًا لشفائه بإذن الله.

 قال ابن القيم رحمه الله في«زادالمعاد»(4/107): وَتَفْرِيحُ نَفْسِ الْمَرِيضِ، وَتَطْيِيبُ قَلْبِهِ، وَإِدْخَالُ مَا يَسُرُّهُ عَلَيْهِ، لَهُ تَأْثِيرٌ عَجِيبٌ فِي شِفَاءِ عِلَّتِهِ وَخِفَّتِهَا؛ فَإِنَّ الْأَرْوَاحَ وَالْقُوَى تَقْوَى بِذَلِكَ، فَتُسَاعِدُ الطَّبِيعَةَ عَلَى دَفْعِ الْمُؤْذِي.

 وَقَدْ شَاهَدَ النَّاسُ كَثِيرًا مِنَ الْمَرْضَى تَنْتَعِشُ قُوَاهُ بِعِيَادَةِ مَنْ يُحِبُّونَهُ، وَيُعَظِّمُونَهُ، وَرُؤْيَتِهِمْ لَهُمْ، وَلُطْفِهِمْ بِهِمْ، وَمُكَالَمَتِهِمْ إِيَّاهُمْ، وَهَذَا أَحَدُ فَوَائِدِ عِيَادَةِ الْمَرْضَى الَّتِي تَتَعَلَّقُ بِهِمْ. اهـ المراد.

وكان والدي الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله  إذا وجدَ إحدانا مريضةً يدعو لها، ويقوِّيها ويرفع معنويتَها، ويقول: ما شاءَ الله، اليوم أنتِ بخيرٍ. فرُبما يرتفع المرضُ بإذن الله.