جديد المدونة

جديد الرسائل

الاثنين، 28 نوفمبر 2022

(47) اختصار درس الفصول من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم

 

 

مِن خَصَائِصِ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم وَأَهلِ بَيتِهِ تَحرِيمُ الصَّدَقَةِ عَلَيهِم فَرضًا وَنَفلًا

الدليل قوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الصَّدَقَةَ لَا تَحِلُّ لِمُحَمَّدٍ وَلَا لِآلِ مُحَمَّدٍ»، وعَن أَبِي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: «أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَأكُلُ الهَدِيَّةَ، وَلَا يَأكُلُ الصَّدَقَةَ».

وذهب بعض أهل العلم إلى أن صدقة التطوع تحل له صلى الله عليه وسلم ولأهل بيته دون صدقة الفرض، والأدلة عامة في تحريم الصدقة عليهم.

والحكمة من تحريم الصدقة عليه صلى الله عليه وسلم وأهل بيته:

أولًا: فيه تشريف لهم، فإن النّبِيّ صلى الله عليه وسلم يقول: «إِنَّ هَذِهِ الصَّدَقَاتِ إِنَّمَا هِيَ أَوْسَاخُ النَّاسِ، وَإِنَّهَا لَا تَحِلُّ لِمُحَمَّدٍ، وَلَا لِآلِ مُحَمَّدٍ» رواه مسلم (1072) عن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ رَبِيعَةَ. أي: تطهيرًا لأصحابها وتزكية لهم، وكما قال ربنا: ﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (103) ﴾ [التوبة: 103].

ثانيًا: لإبعاد التهمة عنه صلى الله عليه وسلم؛ فإنه كان يحث الناس على الصدقة، فلو كانت الصدقة تحل له قد يقول المعاندون وبعض ضعفاء الإيمان: إنما يجمعها ويأخذها له ولأهل بيته.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

هَل الزَّكَاةُ تُدفَعُ لِوَلِي الأَمرِ بَعدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟

قال ابن كثير رَحِمَهُ اللهُ في «الفصول»: (أَمَّا تَوَهُّمُ بَعضِ الأَعرَابِ بَعدَ وَفَاتِهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهَا لَا تُدفَعُ إِلَّا إِلَيهِ صلى الله عليه وسلم... )، واستدلوا بقوله تَعَالَى: ﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا﴾، فقالوا عن الآية: فيها التخصيص بدفع الصدقة للنبي صلى الله عليه وسلم، قال الحافظ ابن كثير رَحِمَهُ اللهُ في تفسير هذه الآية(2/354): قَالُوا: فَنَحْنُ لَا نَدْفَعُ زَكَاتَنَا بَعْدَهُ صلى الله عليه وسلم إِلَى أَحَدٍ، بَلْ نُخْرِجُهَا نَحْنُ بِأَيْدِينَا على من نراه، ولا ندفعها إلا إِلَى مَنْ صَلَاتُهُ-أَيْ: دُعَاؤُهُ-سَكَنٌ لَنَا، وَمَعَ هَذَا رَدَّ عَلَيْهِمُ الصَّحَابَةُ، وَأَبَوْا عَلَيْهِمْ هذا الاستدلال، وأجبروهم على أداء الزكاة وقتلوا مَنْ مَنَعَهَا مِنْهُمْ. اهـ.

فأبو بكر الصديق رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قاتل من منع دفع الصدقة، وقال: «وَاللَّهِ لَأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ، فَإِنَّ الزَّكَاةَ حَقُّ المَالِ، وَاللَّهِ لَوْ مَنَعُونِي عَنَاقًا كَانُوا يُؤَدُّونَهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَى مَنْعِهَا». قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «فَوَاللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ قَدْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ الحَقُّ» رواه البخاري (1399فكان من امتنع عن دفع الصدقة قاتله أبو بكر الصديق رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

هَل الوِصَالُ في الصيام مِن خَصَائِصِهِ صلى الله عليه وسلم؟

الوِصال فِي الصَّوم: هُوَ أَلَّا يُفْطِرَ يَوْمَيْن أَوْ أيَّامًا.

ومن الخصائص أنه يباح للنبي صلى الله عليه وسلم الوصال في الصيام؛  والدليل أن النّبِيّ صلى الله عليه وسلم نهى عن الوصال في الصيام أنهم قالوا: «إِنَّكَ تُوَاصِلُ؟ قَالَ: «لَستُ كَأَحَدِكُم، إِنِّي أَبِيتُ عِندَ رَبِّي يُطعِمُنِي وَيَسقِينِي».

وهل هذا الطعام والشراب حسيان أو معنويان؟ فيه قولان، والصحيح أنهما معنويان، وإلا لما حصل الوصال في الصوم، فالطعام والشراب ليس حسيًّا، ولكنه معنوي، غذاء روحي إيماني، غذاء القرآن والذكر، حتى إن من وجد حلاوة العبادة أو التلاوة أو البحث، قد ينسى الجوع والعطش، ربما يكون صائمًا فينسى، قد ينسى الإرهاق والمرض، وكما قال الشاعر:

لَهَا أَحَادِيثُ مِنْ ذِكْرَاكَ تَشْغَلُهَا

۞۞۞

عَنِ الشَّرَابِ وَتُلْهِيهَا عَنِ الزَّادِ

ويستثنى في حقِّنا من النهي عن الوصال في الصوم: الوصال إلى السحر؛ لحديث أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لَا تُوَاصِلُوا فَأَيُّكُمْ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُوَاصِلَ فَلْيُوَاصِلْ، حَتَّى السَّحَرِ»، قَالُوا: فَإِنَّكَ تُوَاصِلُ، يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: «إِنِّي لَسْتُ كَهَيْئَتِكُمْ، إِنِّي أَبِيتُ لِي مُطْعِمٌ يُطْعِمُنِي وَسَاقٍ يَسْقِينِ» رواه البخاري رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى (1963).

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

هَل مِن خَصَائِصِهِ صلى الله عليه وسلم جَوَازُ القُبْلَةِ وَهُوَ صَائِمٌ؟

عدَّ بعضهم هذا من الخصائص، والصحيح أن هذا ليس من الخصائص، فعن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قالت: «كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُقَبِّلُ وَيُبَاشِرُ وَهُوَ صَائِمٌ، وَكَانَ أَمْلَكَكُمْ لِإِرْبِهِ» رواه البخاري (1927ومسلم (1106).

 وعَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَيُقَبِّلُ الصَّائِمُ؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «سَلْ هَذِهِ» لِأُمِّ سَلَمَةَ فَأَخْبَرَتْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصْنَعُ ذَلِكَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ غَفَرَ اللهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَمَا وَاللهِ، إِنِّي لَأَتْقَاكُمْ لِلَّهِ، وَأَخْشَاكُمْ لَهُ» رواه مسلم (1108).

 وهذا يدل على أنه ليس من الخصائص، وفيه رد على من فرق بين الشيخ والشاب، وقال: الشيخ وهو الكبير يجوز له أن يقبِّل وهو صائم، أما الشاب فلا؛ لأن الشاب لا يأمن على نفسه.

والصحيح أن من أمن على نفسه وهو صائم من الجماع أو الإنزال، فيباح له التقبيل وهو صائم.

وأما قول عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: «وَكَانَ أَمْلَكَكُمْ لِإِرْبِهِ» فلا تعني بهذا الخصوصية، ولكن تريد أن النّبِيّ صلى الله عليه وسلم كان آمنًا على نفسه، فمن أمن جاز له ذلك، والله أعلم.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

هَل مِن خَصَائِصِهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ إِذَا شَرَعَ فِي تَطَوُّعٍ لَزِمَهُ إِتمَامُهُ؟

هذا عدَّه بعضهم من الخصائص، وقد تعقبه الحافظ ابن كثير رَحِمَهُ اللهُ ، وقال: (وَهَذَا ضَعِيفٌوالدليل على ضعفه: عَن عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا: أن رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيهَا فَقَالَت: يَا رَسُولَ اللهِ، هَهُنَا حَيسٌ، فَقَالَ: أَرِنِيهِ، فَلَقَد أَصبَحتُ صَائِمًا فَأَكَلَ مِنهُ» رواه مسلم، فدل هذا الحديث أنه يجوز له أن يفطر إذا كان الصوم تطوعًا كغيره.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

هَل مِن خَصَائِصِهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ يَجِبُ عَلَيهِ إِذَا رَأَى شَيئًا يُعجِبُهُ أَن يَقُولَ: «لَبَّيكَ إِنَّ العَيشَ عَيشُ الآخِرَةِ»؟

ذهب بعض الشافعية إلى أنه من الخصائص، لما رَوَاهُ البُخَارِيُّ عَن سَهلِ بنِ سَعدٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَومَ الخَندَقِ، وَهُوَ يَحفِرُ وَنَحنُ نَنقُلُ، فَبَصَرَ بِنَا فَقَالَ: «لَا عَيشَ إِلَّا عَيشُ الآخِرَةِ، فَاغفِر لِلأَنصَارِ وَالمُهَاجِرَةِ».

ولا خصوصية في ذلك، فمن رأى شيئًا يعجبه من أمور الدنيا، كلباس أو سيارة أو عمارة أو مزارع... إلى آخره ينبغي أن يذكِّر نفسه بالآخرة، ولا يسترسل حتى لا يتعلق قلبه بالدنيا، ﴿يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ (39) ﴾ [غافر: 39].

وروى البخاري (3802ومسلم (2468) عن البَرَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: أُهْدِيَتْ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حُلَّةُ حَرِيرٍ، فَجَعَلَ أَصْحَابُهُ يَمَسُّونَهَا وَيَعْجَبُونَ مِنْ لِينِهَا، فَقَالَ: «أَتَعْجَبُونَ مِنْ لِينِ هَذِهِ؟ لَمَنَادِيلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ خَيْرٌ مِنْهَا، أَوْ أَلْيَنُ».

علق والدي رَحِمَهُ اللهُ في درس لنا عن هذا الحديث: فيه أن الداعي إلى الله إذا وجد من أحد ميولًا إلى الدنيا أن يصرفه إلى الآخرة، أو بهذا المعنى.

فهكذا يتذكر الإنسان الآخرة، ﴿وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (17)﴾ [الأعلى: 17]. حتى يعالج نفسه، ولا يسترسل في الإعجاب بحال الدنيا، يتذكر ما في الدنيا من المنغصات والمصائب والابتلاءات.

لَا طِيبَ لِلعَيشِ مَا دَامَت مُنَغّصَةً۞۞۞ لَذَّاتُهُ بِادِّكَارِ الْمَوْتِ وَالهَرَمِ

يتذكر الموت -وهو من جملة المصائب كما روى ابن ماجه (4258) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَادِمِ اللَّذَّاتِ»، يَعْنِي: الْمَوْتَ.

ويتذكر أين من كانوا قبلنا، كانوا على وجه الأرض من الآباء والأمهات والأقارب والأصحاب، ثم صاروا في جوف الأرض.

يذكر الله سُبحَانَهُ ويستغفره، فالذكر عون عظيم على الإقبال إلى الله تَعَالَى والآخرة، ونسأل الله العافية في الدنيا والآخرة.

وإذا أحب أن يقول: «لَبَّيكَ إِنَّ العَيشَ عَيشُ الآخِرَةِ» أو «لَا عَيشَ إِلَّا عَيشُ الآخِرَةِ» يقول هذا كما في هذا الحديث، وزيادة «لَبَّيْكَ» في «مسند أحمد»(20/459).

وفيما أذكر الشيخ ابن عثيمين رَحِمَهُ اللهُ يقول: من رأى شيئًا يعجبه فيقول: «لَبَّيكَ إِنَّ العَيشَ عَيشُ الآخِرَةِ».

والمقصود علاج النفس وصرفها عن الدنيا، ولا يسلم إلا من سلمه الله من فتنة الدنيا.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

 مَن خَصَائِصِهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ أُبِيحُ لَهُ القِتَالُ بِمَكَّةَ سَاعَةً مِن نَهَارٍ

عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الخزاعي أن النّبِيّ صلى الله عليه وسلم قلا: «فَإِنْ أَحَدٌ تَرَخَّصَ لِقِتَالِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِيهَا، فَقُولُوا: إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَذِنَ لِرَسُولِهِ وَلَمْ يَأْذَنْ لَكُمْ، وَإِنَّمَا أَذِنَ لِي فِيهَا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، ثُمَّ عَادَتْ حُرْمَتُهَا اليَوْمَ كَحُرْمَتِهَا بِالأَمْسِ، وَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الغَائِبَ» رواه البخاري (104)، ومسلم (1354).

هَل فُتِحَت مَكَّةُ صُلْحًا أَو عَنوَةً؟

جمهور أهل العلم على أن مكة فتحت عنوة لا صلحًا، والدليل:

-حديث أبي شريح المذكور، قال ابن القيم رَحِمَهُ اللهُ في «زاد المعاد»(3/109): وَهَذَا صَرِيحٌ فِي أَنَّهَا فُتِحَتْ عَنْوَةً.

-عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، دَخَلَ عَامَ الفَتْحِ، وَعَلَى رَأْسِهِ المِغْفَرُ، فَلَمَّا نَزَعَهُ جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنَّ ابْنَ خَطَلٍ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الكَعْبَةِ فَقَالَ «اقْتُلُوهُ» رواه البخاري (1846ومسلم (1357).

 

-وعن أم هانئ أيضًا في إجارتها لرجل كافر، كما روى البخاري (357ومسلم (336) وفيه: قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: زَعَمَ ابْنُ أُمِّي أَنَّهُ قَاتِلٌ رَجُلًا قَدْ أَجَرْتُهُ، فُلاَنَ ابْنَ هُبَيْرَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «قَدْ أَجَرْنَا مَنْ أَجَرْتِ يَا أُمَّ هَانِئٍ».

قال ابن القيم رَحِمَهُ اللهُ في «زاد المعاد»(3/110): فَإِجَارَتُهَا لَهُ، وَإِرَادَةُ علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَتْلَهُ، وَإِمْضَاءُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِجَارَتَهَا صَرِيحٌ فِي أَنَّهَا فُتِحَتْ عَنْوَةً.

واستدل لذلك ابن القيم رَحِمَهُ اللهُ:

وَأَيْضًا فَإِنَّهُ أَمَرَ بِقَتْلِ مقيس بن صبابة، وابن خطل، وَجَارِيَتَيْنِ، وَلَوْ كَانَتْ فُتِحَتْ صُلْحًا، لَمْ يَأْمُرْ بِقَتْلِ أَحَدٍ مِنْ أَهْلِهَا، وَلَكَانَ ذِكْرُ هَؤُلَاءِ مُسْتَثْنًى مِنْ عَقْدِ الصُّلْحِ.

 وَأَيْضًا فَفِي «السُّنَنِ» بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا كَانَ يَوْمُ فَتْحِ مَكَّةَ، قَالَ: أَمِّنُوا النَّاسَ إِلَّا امْرَأَتَيْنِ، وَأَرْبَعَةَ نَفَرٍ. اقْتُلُوهُمْ وَإِنْ وَجَدْتُمُوهُمْ مُتَعَلِّقِينَ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ»، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. اهـ.