جديد المدونة

جديد الرسائل

السبت، 6 أغسطس 2022

(30)الآداب

                مراقبة الله عَزَّ وَجَل

 

معنى مراقبة الله: دوام علم العبد وتيقنه باطلاع الحق سبحانه وتعالى على ظاهره وباطنه. «مدارج السالكين» (2/86).

فهذا معنى مراقبة الله عز وجل، أن يعلم العبد أن الله عَزَّ وَجَل مطلع عليه، فيراقب ربَّه سُبحَانَهُ وَتَعَالَى في السر والعلن.

ومراقبة الله يكون في القول والفعل والسريرة، فلا يقول إلا خيرًا؛ لأن الله يعلم ما يقول، ولا يفعل إلا خيرًا؛ لأن الله مطلع على أعماله، ولا يحمل في قلبه إلا خيرًا، فلا يحمل في قلبه ما يغضب الله من الأحقاد والغل والحسد والرياء والعجب والتعلق بالدنيا، ولا يعتقد العقائد الشركية، أو يسيء الظن بالله سُبحَانَهُ.

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في «شرح رياض الصالحين» (1 /326 ): فراقب الله في هذه المواضع الثلاثة، في فعلك، وفي قولك، وفي سريرتك، وفي قلبك، حتى تتم لك المراقبة، ولهذا لما سئل النبي صلي الله عليه وسلم عن الإحسان قال: «أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك». اهـ.

فمراقبة الله عبادة جليلة، يجب أن نستشعر بها، وأن نستحضرها، ولا نغفل عنها، وإذا علمنا وتحقق عندنا أن الله مطلع علينا، فإنه يعيننا على أن نحرص على الخير، ونبتعد عن الشر.

لو أن شخصًا علم أنه مراقَب يقولون: فلان تحت المجهر، لكان أشد  المراقبة في الحذر، والبعد عما يكره.

والذي يطلع على العباد هو رب العباد سبحانه الذي يعلم السر وأخفى، فعلينا أن نراقب الله عَزَّ وَجَل.

من طلب العلم يراقب الله ويطلب العلم لأجل الله؛ لأن الله مطلع على نيته وسريرته، إذا صلى يراقب الله، إذا قرأ القرآن يراقب الله، إذا تصدق يراقب الله، يراقب الله في جميع أحواله؛ لأن الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى مطلع على أعماله وأقواله، قال تعالى: ﴿هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾[الحديد: 3].

قال ابن رجب في«جامع العلوم والحكم»(408): مَنْ عَلِمَ أَنَّ اللَّهَ يَرَاهُ حَيْثُ كَانَ، وَأَنَّهُ مُطَّلِعٌ عَلَى بَاطِنِهِ وَظَاهِرِهِ، وَسِرِّهِ وَعَلَانِيَتِهِ، وَاسْتَحْضَرَ ذَلِكَ فِي خَلَوَاتِهِ، أَوْجَبَ لَهُ ذَلِكَ تَرْكَ الْمَعَاصِيَ فِي السِّرِّ، وَإِلَى هَذَا الْمَعْنَى الْإِشَارَةُ فِي الْقُرْآنِ بِقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾[النساء: 1].

اللهم ارزقنا خشيتك في الغيب والشهادة.