جديد المدونة

جديد الرسائل

الخميس، 19 مايو 2022

(65)سنينٌ من حياتي مع والديْ وشيخي مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله

 

هل يستحق الرَّدَّ مَنْ يستبدل السلام عند اللقاء بـ« صباح الخير» ونحوه؟

ذكر لنا والدي الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله: إذا التقيتَ بأحَدٍ وبدأكَ بـ« صباح الخير»...، فماذا تعمل؟

قال: كأنك لم تسمعْ، وقُلْ له أنتَ: السلام عليكم.

 

قلت: وهذا يفيدنا: أن الذي يحيِّينا بغير تحية الإسلام عند اللقاء لا يستحق الرَّدَّ.

 مع ما فيه مِنْ حِرْمَانِ الخيرِ والسنة والبركة.

فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: <لَا تَدْخُلُونَ الجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ> رواه مسلم (54).

قال ابن العربي فيما نقله الحافظ عنه في «الفتح» (11/18): فيه أن من فوائد إفشاء السلام حصولَ المحبة بين المتسالمين، وكان ذلك لما فيه من ائتلاف الكلمة؛ لتعم المصلحة بوقوع المعاونة على إقامة شرائع الدين، وإخزاء الكافرين، وهي كلمة إذا سُمِعت أخلصت القلب الواعي لها عن النفور إلى الإقبال على قائلها.

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ انْجَفَلَ النَّاسُ إِلَيْهِ، وَقِيلَ: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجِئْتُ فِي النَّاسِ لأَنْظُرَ إِلَيْهِ، فَلَمَّا اسْتَبَنْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَرَفْتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ، وَكَانَ أَوَّلُ شَيْءٍ تَكَلَّمَ بِهِ أَنْ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَفْشُوا السَّلامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصَلُّوا وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلُونَ الجَنَّةَ بِسَلامٍ. رواه الترمذي (2485).