جديد المدونة

جديد الرسائل

الجمعة، 6 مايو 2022

(37)فتاوى رمضان

 

تسأل إحدى أخواتي في الله: كيف نعلم أنا أدركنا ليلة القدر ووفقنا لها؟ وأخشى أنه لا ينبغي مثل هذا السؤال ولكن من باب اطمئنان النفس وفرحها بفضل الله عز وجل ونسأل الله من فضله والتوفيق لنا جميعا؟

الجواب: يتكرر هذا السؤال؛ شوقًا للفوز بليلة القدر، وخوفًا من فواتها؛ إذ لا يُحرَمُ منها إِلَّا مَنْ كان مِنَ المحرومين.

وهناك علامات في أثناء ليلة القدر، كما قال ربُّنا سبحانه: ﴿تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ(5)[القدر].

وقال الشيخ الألباني رَحِمَهُ الله: ذلك أمر وجداني يشعر به كل من أنعم الله تبارك وتعالى عليه برؤية ليلة القدر؛ لأن الإنسان في هذه الليلة يكون مقبلًا على عبادة الله عز وجل، وعلى ذكره والصلاة له، فيتجلى الله عز وجل على بعض عباده بشعور ليس يعتاده، حتى الصالحون لا يعتادونه في سائر أوقاتهم، فهذا الشعور هو الذي يمكن الاعتماد عليه؛ بأن صاحبه يرى ليلة القدر، والسيدة عائشة رضي الله عنها قد سألت الرسول عليه الصلاة والسلام سؤالًا ينبئ عن إمكان شعور الإنسان برؤيته لليلة القدر، حينما توجهت بسؤالها للنبي عليه الصلاة والسلام بقولها: يا رسول الله! إذا أنا رأيت ليلة القدر ماذا أقول؟ قال: قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني. 

[المرجع دروس للشيخ الألباني 26/8 بترقيم الشاملة].

أيضًا من قام العشر كلَّهَا فلن تفوتَهُ إن شاء الله ولا سيما أوتارها؛ لأن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حثَّ على قيامِهَا، وكان يجتهد في العشر الأواخر كلها، وخَصَّ الأوتار بالحث على التماسِها فيها،كما قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ فِي الوِتْرِ، مِنَ العَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ».

 قال الشيخ ابن باز رَحِمَهُ الله في « فتاوى نور على الدرب»(16/13): ولا شك أن من قام العشر الأخيرة محتسبًا فإنه يدركها ولا بد؛ لأنها واحدة منها.

وقال رَحِمَهُ الله في «مجموع الفتاوى»(15/426): فمن قام ليالي العشر كلها إيمانا واحتسابا أدرك هذه الليلة بلا شك، وفاز بما وعد الله أهلها.

وهناك بعض العلامات بعد وقوعِهَا، كما قال أُبَيُّ بن كعبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:« وَاللهِ إِنِّي لَأَعْلَمُ أَيُّ لَيْلَةٍ هِيَ، هِيَ اللَّيْلَةُ الَّتِي أَمَرَنَا بِهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقِيَامِهَا، هِيَ لَيْلَةُ صَبِيحَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، وَأَمَارَتُهَا أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ فِي صَبِيحَةِ يَوْمِهَا بَيْضَاءَ لَا شُعَاعَ لَهَا» رواه مسلم (762).

ففي صبيحتِها تطلع الشمس بيضاء لا شعاع لها.

أسأل ربي سبحانه أن يجعلنا وإياكم ممن فازوا بقيام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، ونعوذ بالله أنْ نكونَ من المحرومين.