حُكْمُ غِيْبَةِ الأطفالِ
سألتُ والدي رَحِمَهُ الله: هل الكلام في نقصِ الأطفال وعيوبهم داخل في الغيبة؟
فأجاب: هذا غيبة، واستدل بعموم أدلة تحريم الغيبة.
------------------------------------
قلت: لا حول ولا قوة إلا بالله، القليل من يسلمُ من غِيْبَةِ الصغار، وكأن أعراضهم مُباحة.
ونذكِّرُ أنفسَنا وإياكم بما يلي من الأدلة، فالتذكير ينتفع به من يخشى:
يقول الله تعالى: {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ} [الحجرات: 12].
عن أبي بكرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: «إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا. ألا هل بلغت؟» رواه البخاري (105)، ومسلم (1679).
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ؟» قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ» قِيلَ أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ؟ قَالَ: «إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ، فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ» رواه الإمام مسلم (2589).
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَمَّا عُرِجَ بِي مَرَرْتُ بِقَوْمٍ لَهُمْ أَظْفَارٌ مِنْ نُحَاسٍ يَخْمُشُونَ وُجُوهَهُمْ وَصُدُورَهُمْ، فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ، قَالَ: هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ، وَيَقَعُونَ فِي أَعْرَاضِهِمْ». رواه أبوداود (4878).
فاحذروا الغيبة أيها المسلمون والمسلمات، ولا تقوموا عن أكل جيفة منتنة، ولا تجلسوا في هذه المجالس إلا للنصيحة؛ حتى لا تشاركوهم في الإثم والمعصية، كما قال تعالى: ﴿ إنكم إذًا مثلهم ﴾.