من حرم الخير والمغفرة في رمضان
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَقَى الْمِنْبَرَ فَقَالَ: «آمِينَ، آمِينَ، آمِينَ»، قِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا كُنْتَ تَصْنَعُ هَذَا؟ فَقَالَ: " قَالَ لِي جِبْرِيلُ: رَغِمَ أَنْفُ عَبْدٍ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا لَمْ يُدْخِلْهُ الْجَنَّةَ، قُلْتُ: آمِينَ. ثُمَّ قَالَ: رَغِمَ أَنْفُ عَبْدٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ لَمْ يُغْفَرْ لَهُ، فَقُلْتُ: آمِينَ. ثُمَّ قَالَ: رَغِمَ أَنْفُ امْرِئٍ ذُكِرْتَ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ، فَقُلْتُ: آمِينَ ". رواه البخاري في «الأدب المفرد»(646).
«مَا كُنْتَ تَصْنَعُ هَذَا؟» هذا من حرص الصحابة على العلم والخير.
«رَغِمَ أَنْفُ امْرِئٍ» أي: التصق أنفه بالتراب، وصار ذليلًا.
«آمِينَ» وهذا دعاء على من حرم الخير، وحرم أجر هذه الأعمال الصالحة، وهي: بر الوالدين، ورمضان، والصلاة على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند ذِكْرِهِ.
فمن حُرم بر الوالدين، وخاصة عند كِبَرهما، فإنهما عند كبرهما يحتاجان إلى الولد، الوالدان اللذان كانا السبب في وجودك، وتعبا وسهرا وتحمَّلا المشاق من أجلك.
وهكذا من أدركه رمضان فلم يغفر له؛ لأن شهر رمضان شهر المغفرة والتوبة، فمن لم يُغفر له في رمضان يخشى أن يُحرَم الخير في بقية العام؛ لأن شهر رمضان شهر الربح والتجارة، وشهر الخير والقُرب من الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى، فمن لم يقرب من الله في شهر رمضان أنَّى له الخير، نعوذ بالله من الحرمان.
وهكذا الصلاة على النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ ينبغي الحرص على الصلاة على النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ، إذا مرت بنا في الكتابة أو القراءة أو سمعنا الصلاة على النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ، ينبغي أن نحرص على الصلاة عليه، ولا نسأم ولا نستثقل ذلك، فهذا فيه خير عظيم، وتركه حرمان.
