جديد المدونة

جديد الرسائل

الأحد، 30 يناير 2022

(48)الحديثُ وعلومُه

 

عبد الله بن وهب

عبد الله بن وهب أبو محمد الفهري، مولاهم المصري.

طلب العلم في حداثة سنه وهو ابن سبع عشر سنة.

وقد كان رحمه الله بحرًا في العلم حتى إنه لُقِّبَ بديوان العلم؛ لسعة علمه، وله مؤلفات منها: كتاب «الجامع» مطبوع، ومن الكتب المذكورة في ترجمته كتاب «الأهوال»، وهذا الكتاب قرئ على عبدالله بن وهب قبل وفاته فخر مغشيًا عليه، ثم بقي أيامًا وتوفي رحمه الله، وكان رحمه الله دقيق المحاسبة لنفسه، فقد ثبت عنه أنه قال: نَذَرتُ أَنِّي كُلَّمَا اغْتَبْتُ إِنْسَانًا أَنْ أَصُوْمَ يَوْمًا، فَأَجْهَدَنِي، فَكُنْتُ أَغْتَابُ وَأَصُوْمُ، فَنَوَيْتُ أَنِّي كُلَمَّا اغْتَبتُ إِنْسَانًا، أَنْ أَتَصَدَّقَ بِدِرْهَمٍ، فَمِنْ حُبِّ الدَّرَاهِمِ تَرَكتُ الغِيْبَةَ. والأثر أخرجه ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ، سَمِعْتُ ابْنَ وَهْبٍ، به. كما في ترجمة عبد الله بن وهب في «سير أعلام النبلاء» (9/228). هذا أثرٌ حسن؛ من أجل حَرْمَلَة وهو: ابن يَحيى بن حَرملة أبو حفص التُّجِيبيُّ، المِصْريُّ، صاحبُ الشَّافعيِّ: صدوقٌ.

وقد علق عليه الإمام الذهبي، وقال: قُلْتُ: هَكَذَا-وَاللهِ-كَانَ العُلَمَاءُ، وَهَذَا هُوَ ثَمَرَةُ العِلْمِ النَّافِعِ. اهـ.

فهكذا أهل العلم لشدة خوفهم من الله يحاسبون أنفسهم لماذا فعلت؟ لماذا قصرت؟ وذكر لنا والدي الشيخ مقبل رَحِمَهُ اللهُ أنه لما طلعت أولُ شيبة في لحيته قال: مسكت لحيتي وقلت: ماذا قدَّمت للإسلام؟! فنسأل الله أن يعيننا على أنفسنا.