جديد المدونة

جديد الرسائل

الثلاثاء، 11 يناير 2022

(41) نصائح وفوائد

 

                                الحث على قول إن شاء الله

 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « قَالَ سُلَيْمَانُ: لَأَطُوفَنَّ اللَّيْلَةَ عَلَى تِسْعِينَ امْرَأَةً، كُلُّهُنَّ تَأْتِي بِفَارِسٍ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَقَالَ لَهُ صَاحِبُهُ: قُلْ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ، فَلَمْ يَقُلْ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ، فَطَافَ عَلَيْهِنَّ جَمِيعًا فَلَمْ يَحْمِلْ مِنْهُنَّ إِلَّا امْرَأَةٌ وَاحِدَةٌ، جَاءَتْ بِشِقِّ رَجُلٍ، وَايْمُ الَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوْ قَالَ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ، لَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فُرْسَانًا أَجْمَعُونَ» رواه البخاري(6639)، ومسلم (1654).

 

سمعت والدي رحمه الله يقول: إن شاء الله كلمة مباركة، لا تقال في شيء إلا تحقَّقَ غالبًا، أو بهذا المعنى.

وذكر السعدي رحمه الله في «تفسيره»(474) أن الله نهى أن يقول العبد في الأمور المستقبلة، ﴿إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا﴾[الكهف:23] من دون أن يقرنه بمشيئة الله، وذلك لما فيه من المحذوروهو:

الكلام على الغيب المستقبل، الذي لا يدري، هل يفعله أم لا؟ وهل تكون أم لا؟

 وفيه: رد الفعل إلى مشيئة العبد استقلالًا، وذلك محذور محظور؛ لأن المشيئة كلها لله، ﴿ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (29) ﴾[التكوير:29].

 ولِما في ذكر مشيئة الله من تيسير الأمر وتسهيله، وحصول البركة فيه، والاستعانة من العبد لربه. اهـ.

 

ويستفاد من قصة نبي الله سليمان عليه السلام: تذكير من نسي قول: إن شاء الله.

وكان والدي رَحِمَهُ اللهُ يُسَرُّ إذا ذكَّره أحد قول: إن شاء الله، ويدعو لمن ذكَّرَه بقوله: جزاك الله خيرا.

 

فاحرصوا على قول: إن شاء الله، فهي ذكرٌ لله، وزيادة إيمان، وفيها الفوز بالمطلوب.

ومن الإيمان بالقدر، فمشيئة الله المرتبة الثالثة من مراتب القدر.

 

كما ينبغي تربية الأولاد من صِغَرِهم على قولِ هذه الكلمة المباركة؛ فإن هذا من حُسْنِ التربيةِ، ومن نشأ على شيءٍ شبَّ عليه.