جديد المدونة

جديد الرسائل

السبت، 1 يناير 2022

(13) القرآنُ وعلومُه

 

الحث على الاهتمام بالتفسير

الاهتمام بالتفسير نعمة من الله سبحانه، ويشمله هذه الفضائل:

عن عُثْمَانَ بن عفان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَهُ». رواه البخاري. هذا الحديث يدخل فيه التفسير، ويدخل فيه سائر علوم القرآن النافعة، كأسباب النزول والناسخ والمنسوخ.

عن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا، سَهَّلَ اللهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّة» رواه الإمام مسلم (2699).

عن مُعَاوِيَةَ بن أبي سفيان رضي الله عنهما قال: يَقُولُ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ» رواه البخاري (71)، ومسلم (1037).

الْحَبْرُ الْبَحْرُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ ابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  يلقَّبُ ترجمان القرآن؛ ببركة دُعَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ حَيْثُ قَالَ: «اللَّهُمَّ فَقِّهْهُ فِي الدِّينِ وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ» رواه أحمد(5/159)، ودعاء النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ له بهذا الدعاء يدل على فضل علم التفسير.

 قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في«البداية والنهاية»(6/173): وَقَدِ اسْتَجَابَ اللَّهُ لِرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الدَّعْوَةَ فِي ابْنِ عَمِّهِ، فَكَانَ إِمَامًا يُهْتَدَى بِهُدَاهُ وَيُقْتَدَى بِسَنَاهُ فِي عُلُومِ الشريعة، ولا سيما في علم التَّأْوِيلِ وَهُوَ التَّفْسِيرُ، فَإِنَّهُ انْتَهَتْ إِلَيْهِ عُلُومُ الصَّحَابَةِ قَبْلَهُ .اهـ المراد.

وكان ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يلقب بـ الحبر البحر ؛ لسعة علمه.

فهنيئًا لمن وفَّقَه الله وخصَّص وقتًا لعلمِ التفسير، ولا سيما التفاسير القيِّمة، كتفسير الحافظ ابن كثير وتفسير البغوي وتفسير ابن جرير الطبري، وقد كان والدي رَحِمَهُ الله يثني على تفسير ابن كثير، وكلما انتهى من تدريسه أعاده مرة أُخرى.

كما أثنى جماعة من العلماء على تفسير الحافظ ابن كثير، من ذلك:

قال الزرقاني في «شرح المواهب اللدنية» (1/77) عن تفسير ابن كثير: لم يؤلَّف على نمطه مثله.

وقال الشوكاني في ترجمة ابن كثير من «البدر الطالع»: وله تصانيف مفيدة، منها: التفسير المشهور، وهو في مجلدات، وقد جمع فيه فأوعى ونقل المذاهب والأخبار والآثار، وتكلم بأحسن كلام وأنفَسِه، وهو من أحسن التفاسير إن لم يكن أحسنها.

قلت : ومن مزايا تفسير ابن كثير حشده الأدلة في الموضوع الواحد، مما يسهل لطالب العلم جمع مادة الموضوع.