جديد المدونة

جديد الرسائل

الأربعاء، 6 أكتوبر 2021

(111)سِلْسِلَةُ التَّوْحِيْدِ وَالعَقِيْدَةِ

 

إثبات صفة الحقو لله عزوجل والوَصل والقطع

 

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:  « خَلَقَ اللَّهُ الخَلْقَ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْهُ قَامَتِ الرَّحِمُ، فَأَخَذَتْ بِحَقْوِ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ لَهُ: مَهْ، قَالَتْ: هَذَا مَقَامُ العَائِذِ بِكَ مِنَ القَطِيعَةِ، قَالَ: أَلاَ تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ، وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ، قَالَتْ: بَلَى يَا رَبِّ، قَالَ: فَذَاكِ ».
  قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ:  اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} [محمد: 22].
رواه البخاري (4830).

 والحقو: في « النهاية »(1/417): الْأَصْلُ فِي الحَقْوِ مَعْقِد الإزَار، وجَمْعه أَحْقٍ وأَحْقَاء، ثُمَّ سُمِّي بِهِ الْإِزَارُ للمُجاورة.

 فَمِنَ الْأَصْلِ حَدِيثُ صِلَةِ الرَّحم، ثم ذكر هذا الحديث.

 قلت: ومن إطلاق الحقو على الإزار ما ثبت:

  عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ الأَنْصَارِيَّةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ تُوُفِّيَتِ ابْنَتُهُ، فَقَالَ: «اغْسِلْنَهَا ثَلاَثًا، أَوْ خَمْسًا، أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ إِنْ رَأَيْتُنَّ ذَلِكَ، بِمَاءٍ وَسِدْرٍ، وَاجْعَلْنَ فِي الآخِرَةِ كَافُورًا - أَوْ شَيْئًا مِنْ كَافُورٍ - فَإِذَا فَرَغْتُنَّ فَآذِنَّنِي»، فَلَمَّا فَرَغْنَا آذَنَّاهُ، فَأَعْطَانَا حِقْوَهُ، فَقَالَ: «أَشْعِرْنَهَا إِيَّاهُ» تَعْنِي إِزَارَهُ. رواه البخاري(1253)، ومسلم (939).

 

وحديث أبي هريرة فيه من الفوائد:

 - صفة الحقو لله.

 والحقو من الصفات الذاتية؛ لأن الله عزوجل لم يزل ولا يزال متصفًا بها.

 - صفة الكلام لله عزوجل.

 - وصل الله عزوجل لمن يصل رحمه.

 - قَطْع الله لمن قطع رحمه.

 نؤمن بذلك كلِّه، مع اعتقادنا أن هذا لا يشبه صفات المخلوقين، ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الشورى: 11].

 وهذه الثلاث الصفات من الصفات الفعلية؛ لأنها تتعلق بمشيئة الله.