رحم الله شيخنا الشيخ مقبل بن هادي الوادعي ورحم الله أبي علي بن محمد المغربي وهذه الرساله منذ أربعون سنة تقريبا أرسلها شيخنا لأبي لمراجعة سند أحد الأحاديث فاللهم اجعل هذا العمل في ميزان حسناتهم وأسكنهم الفردوس الأعلى من الجنة يارب العالمين
⃟ ⃟ ⃟ ⃟ ⃟ ⃟
لله تلكَ الأيام ما أحسنها
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه رسالة من مراسلات والدي الشيخ مقبل رحمه الله للأخ/ علي بن محمد المغربي المصري رحمه الله، وصلتني عن طريق أهله وابنته، كان الله لهم، مُرفَقة بكلماتٍ لابنته، كما طلبتُ ذلكَ منها.
وهذه الرسالة مؤثِّرة، ففيهَا مُلاطفة والدي له بذكر الأخوة، والدعاء له ولأهله وذريته، ثم إرسال السلام إلى الإخوة عندهم.
وفيها
تواضع والدي رحمه الله، وتراجعه عن الأشياء التي ظهر له أن الصواب خلافها، وتقبُّل
ذلكَ من تلاميذه.
وقد كان هذا الأخ طالبًا عند والدي أيام تدريسه في المعهد الحكومي ثم بعدها بقليل، وكان هذا عام 1983 -1986 ميلادي، حسب الرسالة التي وصلتني من طرف أهله.
وهذا الأخ له فضْل السَّبْقِ، وكان يتعاون مع والدي في وقتٍ الدعوة في أشد الحاجة للتعاون، وكان يدرِّس في النحو بعض الطلبة، علاوةً على ذلك أنه كان يتعاون مع والدي في طباعة الكتب على آلة الكتابة.
وبعد تلكَ المُدَّةِ المذكورة أعلاه فاء من دار الحديث إلى بلاد أهله مصر، وسمعتُ والدي رحمه الله وهو يتحدث عنه أنه قال له معتذرًا عن سبب سفره: أنا أشعر بأني ثقيلٌ على الدعوة، ثم سافر.
رحمهما الله وغفر لهما.
وقد أعجبني كلماتٌ لأهله حيث تقول: ذكرياتنا في اليمن ذكريات سعيدة، من قِمَّةِ سعادتنا في أيامنا التي عشناها كلها، والله. هذا كلامها وفقها الله.
وهو نفس كلام كل من تحدَّثتْ معي عن أيام دماج، أنها أسعد أيام مرت بها في حياتها.
علم ودروس وزهد، وإقبال على الآخرة، وقلْب مجتمع على اتجاه وسير واحد، وأُخوة وإيثار، وراحة وطمأنينة، لا نلتمس عثرات ولا زلَّات لإخواننا وأخواتنا، بل لا يخطر هذا في بالِنا ألبتة؛ لأن القلوب واعية صافية، همَّتها اقتناص الفوائد والفوز بالدار الآخرة.
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على طاعتك.
اللهم احفظ لنا ديننا وارحم آباءنا واغفر لهم.