من خطأ مفهوم النظر للتفكر في مخلوقات الله
عن سفيان بن سعيد الثوري يقول: لا تنظروا إلى دورهم ولا إلى مراكبهم. رواه ابن أبي حاتم رَحِمَهُ اللهُ في مقدمة «الجرح والتعديل» (103)، والأثر ثابت.
هذه نصيحة من إمامٍ كبيرٍ في المحافظة على القلب وعدم التطلع بالعين إلى دور الأغنياء ومراكبهم؛ فإن الدنيا تلهي وتفتن.
والتفكر يكون في الأشياء التي تثمر اليقين وتعالج القلوب.
كالتفكر في حقيقة الدنيا وسرعة زوالها، فيعتبر الإنسان بذلك ويحمله على الجِدِّ في السعي لزاد الآخرة، يعتبر بقصَر الأعمار، يعتبر بالأموات، فأناس كانوا يعيشون بيننا بالأمس، واليوم صاروا من الأموات، وهكذا يجعل له عبرة في حياته يرتدع بها عن تعلُّقِ القلب بالدنيا والانشغال بها، ﴿ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (17) ﴾[الأعلى:17]. فينبغي أن نعتبر ونتعظ، والحياة كلها عِبَر.
لو قال: أنا أنظر إلى النساء للعبرة، هذا غير صحيح؛ لأنه يُؤدِّي إلى مرض القلب، الله عزوجل يقول: ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ﴾[النور:30-31].
وبعضهم يتعمَّد النظر إلى الحيوانات في حال جماعها، وهذا قد يثير الشهوة فهو مدعاة للفتنة، والقلب ضعيف فلا يأمن على قلبه ونفسه، الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم.