المصلي لا يستحق الضرب لفضله وكرامته
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْبَلَ مِنْ خَيْبَرَ وَمَعَهُ غُلَامَانِ فَقَالَ عَلِيٌّ: يَا رَسُولَ اللهِ أَخْدِمْنَا؟ فَقَالَ: خُذْ أَيَّهُمَا شِئْتَ . فَقَالَ: خِرْ لِي.
قَالَ: خُذْ هَذَا وَلَا تَضْرِبْهُ؛ فَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُهُ يُصَلِّي مَقْبَلَنَا مِنْ خَيْبَرَ؛ وَإِنِّي قَدْ نَهَيْتُ عَنْ ضَرْبِ أَهْلِ الصَّلَاةِ.
وَأَعْطَى أَبَا ذَرٍّ الْغُلَامَ الْآخَرَ فَقَالَ: اسْتَوْصِ بِهِ خَيْرًا . ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا ذَرٍّ مَا فَعَلَ الْغُلَامُ الَّذِي أَعْطَيْتُكَ؟ قَالَ: أَمَرْتَنِي أَنْ أَسْتَوْصِيَ بِهِ خَيْرًا فَأَعْتَقْتُهُ. رواه أحمد (36/561) بسندٍ حسن.
قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَإِنِّي قَدْ نَهَيْتُ عَنْ ضَرْبِ أَهْلِ الصَّلَاةِ» قال الطيبي في «شرح المشكاة»(/2286): وذلك أن المصلي غالبا لا يأتي بما يستحق عليه الضرب؛ لأن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، فإذا كان الله رفع عنه الضرب في الدنيا نرجو من كرمه ولطفه في الآخرة ألا يخزيه بدخول النار، ﴿ رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ﴾[آل عمران: 192]. اهـ.
قلت: وإذا كان هذا في النهي عن ضرب المصلي فالتغليظ في قتله بغير حق أشد!
فيا مصيبة أولئك المجرمين الذين ينتهكون حُرْمة المصلين وكرامتهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله!