جديد المدونة

جديد الرسائل

الخميس، 12 أغسطس 2021

(151)الاخْتِيَارَاتُ العِلْمِيَّةُ لوالدي الشيخ مقبل رحمه الله

 

مهزلة صعود القمر

صعود القمر الكذبة المفتراه.

 ربما يستدلون بقوله تعالى: ﴿  سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ (31) ﴾ [الرحمن] إلى  قوله تعالى:﴿  إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ (33)﴾[الرحمن].

وهذا يوم القيامة، فلا بد من قراءة الآية وما قبلها وما بعدها، فالسياق يدل على هذا، أما أن تأخذ كلمة أو كلمتين من الآية، ثم بعد ذلك تقول وتستدل بها، تَقتطف مثل: الكهان، ومثل الشياطين يختلسون كلمة واحدة، وبعدها يقولون كذا وكذا، ومثل  كما قال بعضهم: إنه لا يصلي؛ لأن الله يقول: ﴿ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4)﴾[الماعون]، حتى قال بعضهم:

دع المساجد للــعُبَّاد تعمرُها

***

واعمد  بنا حانة الخمَّار يسقينا

ما قال ربك: ويل للأُولى سكِروا

***

وإنما قال: ويل للمـصلينا

فما شاء الله تأتي شُبَه من قبل أعداء الإسلام، شبهة مجردة، ويأتي المسلمون الذين هم يهرولون بعد أعداء الإسلام، يلتمسون لها دليلًا، كما قال بعضهم لجمال عبد الناصر لا رحمه الله تعالى عند أن أراد أن يخرج القانون، قال: ائتوني بقانونكم، وأنا أستخرج له من الفقه الإسلامي. نعم يستخرج له من الأقوال الساقطة، ومن الأخطاء، ومن الشبهات، والله المستعان.

فأنا آسف أن أعداء الإسلام يأتون بالشُّبه بدون دليل، ويتلقَّفها فلان وفلان: ألوه، ألوه كيف هذا؟ قال: أنا الآن في الهوى، في الجو،  في السفينة الفضائية  إلى أين أصلي؟ خُرافة يا إخواننا، وآخر أيضًا كذلك: ألوه، ألوه ماذا؟ ونحن في المدينة يتصل ببعضهم ويقول لهم- هو عبد المجيد الزنداني-يتصل ببعضهم، ويقول: إنهم قالوا: إنهم عند أن صعدوا إلى فوق رأوا كذا أشباه النار أو نارًا، ثم بيضاء، ثم حمراء، ثم صارت سوداء، وهو يريد أن يأتي بحديث الترمذي، حديث أبي هريرة ، وسَأل الشيخ حماد، وقال: صحيح، مع أن الترمذي يقول: الصحيح  موقوف.

 والصحيح  أنه ليس بصحيح موقوفًا، وليس بصحيح مرفوعًا ، والله المستعان.

[ش/ الأَسئِلَةُ الجِيُولُوجِيَّةُ مِنَ الجَامِعَةِ اليَمَنِيَّةِ لوالدي رحمه الله]

ثم قُدِّم له رحمه الله بعد ذلك بسؤال في نفسِ هذا الشريط: هل يستطيع الناس الصعود إلى القمر والعيش عليه، كما نسمع ونقرأ، وأن هناك شموسًا وأقمارًا وكواكب مأهولة ؟

هذه تعتبر مهزلة، وقد كُتب في مجلة المجاهد الأفغانية، كُتب فيها: أن هذه مهزلة من أمريكا، تخيف بها روسيا. وهكذا أيضًا نقلت هذه المقالة مجلة الدليل اللبنانية، فالقصد أنهم يلعبون على عقول المسلمين، وقد تقدم وتكلمنا على هذا بأنها مهزلة، والله المستعان.

 حتى يا إخوان بقينا في مكة عند أن كنا بمكة، الناس قد صعدوا إلى القمر وأنتم بعد صلاة، صلاة، صلاة.. والناس صعدوا إلى القمر، وهكذا حتى لو صعدوا إلى القمر لو فرضنا أنترك ديننا ونعتقد أنهم خير من المسلمين؟! لا، ما ليسوا بخير من المسلمين، بل قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: ﴿  إنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (22) وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23) ﴾[الأنفال]. فالنصراني، واليهودي، وهكذا الشيوعي ليس بخير من المسلمين ولو اخترع شيئًا، على أن هذا كما قلت لكم قبل: يعتبر مهزلة على المسلمين.

وقال والدي رحمه الله: أما هل يمكن صعود القمر ؟

 فهذه خرافة راجت على المسلمين، وقد اعترف بها بعضهم ، فنشرت (مجلة  المجاهد)، وكذا (مجلة  الدليل)، وهي تنشر في لبنان ، و(مجلة  المجاهد) تبع إخواننا أهل السنة بكُنر، نشرتا اعترافَ بعضهم أنها مهزلة وخرافة، وأن أمريكا أرادت أن تتفوَّق على روسيا أو أن تخيف روسيا، فأظهرت أنها صعدت إلى القمر، وهذا لم يثبت .

وبحمد الله لم يزل العلماء الذين نوَّر الله بصائرهم ينكرون هذا من بدء الأمر، لو ثبت لما هناك من الكتاب والسنة ما يدفع هذا، لكن نأسف على المسلمين كيف يسخِّرون إعلامهم، ويسخِّرون عقولهم لتلكم الخرافات، ولتلكم المهزلات التي تأتي من قِبل أعداء الإسلام، ومن كذب بها فهو عندهم الرجعي ، متحجِّر الفكر، لا يعرف شيئًا .

والحمد لله باعتراف ذلكم الفيلسوف المعاصر عُرف أنهم كاذبون في هذا، وننصح بقراءة هاتين المجلتين، لكن لا أذكر في أي أعداد منهما.

[المرجع ش/أسئلة الشيخ الوصابي والزائرين ]