جديد المدونة

جديد الرسائل

الاثنين، 5 يوليو 2021

(147)الاخْتِيَارَاتُ العِلْمِيَّةُ لوالدي الشيخ مقبل رحمه الله

المراد بصنعاء في حديث خباب بن الأرَت رضي الله عنه

عَنْ خَبَّابِ بْنِ الأَرَتِّ، قَالَ: شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ فِي ظِلِّ الكَعْبَةِ، قُلْنَا لَهُ: أَلاَ تَسْتَنْصِرُ لَنَا، أَلاَ تَدْعُو اللَّهَ لَنَا؟ قَالَ: «كَانَ الرَّجُلُ فِيمَنْ قَبْلَكُمْ يُحْفَرُ لَهُ فِي الأَرْضِ، فَيُجْعَلُ فِيهِ، فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُشَقُّ بِاثْنَتَيْنِ، وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الحَدِيدِ مَا دُونَ لَحْمِهِ مِنْ عَظْمٍ أَوْ عَصَبٍ، وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَاللَّهِ لَيُتِمَّنَّ هَذَا الأَمْرَ، حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ، لا يَخَافُ إِلَّا اللَّهَ، أَوِ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ» رواه البخاري (3612).

وجدتُ قولًا لبعضهم: أن المراد بـ (صنعاء) صنعاء الشام.

فسألت والدي رحمه الله، فأجابني:

بل المراد صنعاء اليمن؛ لأن هذا أشهر من صنعاء الشام.

قلت: وقد رجح أنها صنعاء اليمن الحافظ ابن حجر في «فتح الباري»(6/619)، وقال:  يُحْتَمَلُ أَنْ يُرِيدَ صَنْعَاءَ الْيَمَنِ، وَبَيْنَهَا وَبَيْنَ حَضْرَمَوْتَ مِنَ الْيَمَنِ أَيْضًا مَسَافَةٌ بَعِيدَةٌ نَحْوَ خَمْسَةِ أَيَّامٍ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُرِيدَ صَنْعَاءَ الشَّامِ، وَالْمَسَافَةُ بَيْنَهُمَا أَبْعَدُ بِكَثِيرٍ، وَالْأَوَّلُ أَقْرَبُ.

 قَالَ يَاقُوتٌ: هِيَ قَرْيَةٌ عَلَى بَابِ دِمَشْقَ عِنْدَ بَابِ الْفَرَادِيسِ تَتَّصِلُ بِالْعَقِيبَةِ.

 قال الحافظ: وَسُمِّيَتْ بِاسْمِ مَنْ نَزَلَهَا مِنْ أَهْلِ صنعاء الْيمن. اهـ.

فائدة:

حَضْرَمَوْت: بالفتح ثم السكون، وفتح الراء والميم، ومنهم من يضم ميمه فيخرجه مخرج عنكبوت، والنسبة إليه حضرميٌّ، والتصغير حضيرموت، تصغير الصدر منهما، وكذلك الجمع، يقال: فلان من الحضارمة مثل المهالبة. اهـ المراد من « معجم البلدان»(2/269).