جديد المدونة

جديد الرسائل

الأربعاء، 15 يناير 2025

(136)نصائح وفوائد

 

                                  ذِكرُ الله بعد الذنب

قال الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) [آل عمران: 135].

في هذه الآية:

 مدح المتقين المسارعين إلى الخير.

وأن من صفاتهم ذِكْرُ الله بعد الذنب.

والمراد بذكر الله أعم من أن يكون باللسان فقط.

قال الشوكاني في «فتح القدير»(1/437): أَيْ: بِأَلْسِنَتِهِمْ، أَوْ أَخْطَرُوهُ فِي قُلُوبِهِمْ، أَوْ ذَكَرُوا وَعْدَهُ وَوَعِيدَهُ.

 

وقال الشيخ ابن عثيمين في «شرح العقيدة الواسطية»(2/18): ذكروا الله تعالى في نفوسهم؛ ذكروا عظمته، وذكروا عقابه، وذكروا ثوابه للتائبين.

وقال رَحِمَهُ الله في «مجموع الفتاوى»(20/361): ذكروا عظمة من عَصَوْهُ فخافوا منه، وذكروا مغفرته ورحمته، فسعوا في أسباب ذلك. اهـ.

 

واللفظ يشمل جميع ما سبق، فهو يشمل ذكر الله باللسان وذكر الله بالقلب، وسائر ما ذُكِر من المعاني، وكما قال تَعَالَى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ (201)[الأعراف].

 قال الحافظ ابن كثير في تفسير هذه الآية من سورة الأعراف: قَوْلُهُ: {تَذَكَّرُوا} أَيْ: عِقَابَ اللَّهِ وَجَزِيلَ ثَوَابِهِ، وَوَعْدَهُ وَوَعِيدَهُ، فَتَابُوا وَأَنَابُوا، وَاسْتَعَاذُوا بِاللَّهِ وَرَجَعُوا إِلَيْهِ مِنْ قَرِيبٍ.

{فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ} أَيْ: قَدِ اسْتَقَامُوا وَصَحَوْا مِمَّا كَانُوا فِيهِ.

 

الله يرزقنا وإياكم ذِكْرَهُ، ويتوب علينا وعليكم.