جديد المدونة

جديد الرسائل

السبت، 3 يوليو 2021

(146)الاخْتِيَارَاتُ العِلْمِيَّةُ لوالدي الشيخ مقبل رحمه الله

 

ما حكم قيام الطلاب عند دخول المدرس إلى الفصل؟

الجواب: قيام الطلاب عند دخول المدرس إلى الفصل الذي يظهر أنه لا يجوز، وأقل أحواله أن يكون مكروهًا، وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: ما كنَّا نقوم لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ لما نرى من كراهيته لذلك، وفي «السنن» عن معاوية رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ أنه قال: «من أحب أن يتمثل الرجال له قيامًا فليتبوأ مقعده من النار »، الحديث يدل على التحريم إذا كان يحب ذلك.

وهناك حديث لأبي أمامة: «لا تقوموا لي كما تقوم الأعاجم لملوكها»، لكن حديث أبي أمامة ضعيف من طريق أبي العنبس، عن أبي العدبس، وهما مجهولان.

لكن يغني عنه ما جاء في «صحيح مسلم» أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ صلى جالسًا، فصلى الصحابة خلف قيامًا، فأشار إليهم أن اجلسوا، ثم قال بعد انتهاء الصلاة: «إن كدتم آنفًا لتفعلن فعل فارس والروم يقومون على ملوكهم».

فالقصد أن قيام الطلاب، وقيام الجنود للضابط، والقيام للأمير، كل هذا لا يجوز؛ لأنه أصبح مفروضًا، ولو لم يقم الشخص يؤذى، دليل على أنهم يحبون ذلك.

بقي القيام لأهل الفضل، أو لأخٍ لك قادم من سفر فإذا أمنت عليه الفتنة، وأنت ما قمت لأجل دنياه فلا بأس بذلك؛ فقد قام طلحة بن عبيد الله لكعب بن مالك عند أن قدم، وأيضًا كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يقوم لفاطمة إذا جاءت إليه، ويجلسها مجلسه، وهي تقوم لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ إذا أتى إليها، وتجلسه مجلسها.

فالقيام لأهل الفضل في بعض الأوقات، وخصوصًا إذا كانوا قادمين ولا يُخشى عليه من الفتنة، ولا تقوم ذلًا وإحتقارًا لنفسك فلا بأس بذلك، والله المستعان.

والشيء بالشيء يُذكر ما اعتاده الشيوخ، وما اعتاده اليمنيون أن كل ما لقي صاحبه قبل يده، هذا لم يثبت، ولا بأس في بعض الأوقات، أما في هذه الحالة التي عليها الناس فلا تثبت على هذه الكيفية.

النووي له رسالة في «القيام لأهل الفضل»، وابن المقرئ له رسالة في جواز التقبيل، لكن لا بد أن يُقيد بما سمعته، والله المستعان.

 شريط/ «أسئلة عامة متنوعة» لوالدي الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله وغفر له.