لفظ العروس
العروس وصف يستوي فيه المذكر والمؤنَّث.
روى البخاري(2967)، ومسلم (715) عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَتَلاَحَقَ بِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَا عَلَى نَاضِحٍ لَنَا، قَدْ أَعْيَا فَلاَ يَكَادُ يَسِيرُ، فَقَالَ لِي: «مَا لِبَعِيرِكَ؟»، قَالَ: قُلْتُ: عَيِيَ، قَالَ: فَتَخَلَّفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَزَجَرَهُ، وَدَعَا لَهُ، فَمَا زَالَ بَيْنَ يَدَيِ الإِبِلِ قُدَّامَهَا يَسِيرُ، فَقَالَ لِي: «كَيْفَ تَرَى بَعِيرَكَ؟»، قَالَ: قُلْتُ: بِخَيْرٍ، قَدْ أَصَابَتْهُ بَرَكَتُكَ، قَالَ: «أَفَتَبِيعُنِيهِ؟» قَالَ: فَاسْتَحْيَيْتُ وَلَمْ يَكُنْ لَنَا نَاضِحٌ غَيْرُهُ، قَالَ: فَقُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: «فَبِعْنِيهِ»، فَبِعْتُهُ إِيَّاهُ عَلَى أَنَّ لِي فَقَارَ ظَهْرهِ، حَتَّى أَبْلُغَ المَدِينَةَ قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي عَرُوسٌ، فَاسْتَأْذَنْتُهُ، فَأَذِنَ لِي، فَتَقَدَّمْتُ النَّاسَ إِلَى المَدِينَةِ حَتَّى أَتَيْتُ المَدِينَةَ، فَلَقِيَنِي خَالِي، فَسَأَلَنِي عَنِ البَعِيرِ، فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا صَنَعْتُ فِيهِ، فَلامَنِي قَالَ: وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لِي حِينَ اسْتَأْذَنْتُهُ: «هَلْ تَزَوَّجْتَ بِكْرًا أَمْ ثَيِّبًا؟»، فَقُلْتُ: تَزَوَّجْتُ ثَيِّبًا، فَقَالَ: «هَلَّا تَزَوَّجْتَ بِكْرًا تُلاَعِبُهَا وَتُلاَعِبُكَ»، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تُوُفِّيَ وَالِدِي أَوِ اسْتُشْهِدَ وَلِي أَخَوَاتٌ صِغَارٌ فَكَرِهْتُ أَنْ أَتَزَوَّجَ مِثْلَهُنَّ، فَلاَ تُؤَدِّبُهُنَّ، وَلاَ تَقُومُ عَلَيْهِنَّ، فَتَزَوَّجْتُ ثَيِّبًا؛ لِتَقُومَ عَلَيْهِنَّ وَتُؤَدِّبَهُنَّ، قَالَ: فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المَدِينَةَ غَدَوْتُ عَلَيْهِ بِالْبَعِيرِ، فَأَعْطَانِي ثَمَنَهُ وَرَدَّهُ عَلَيَّ.
قال النووي في «شرح صحيح مسلم» (11/32): هَكَذَا يُقَالُ لِلرَّجُلِ: عَرُوسٌ كَمَا يُقَالُ ذَلِكَ لِلْمَرْأَةِ، لَفْظُهَا وَاحِدٌ، لَكِنْ يَخْتَلِفَانِ فِي الْجَمْعِ، فَيُقَالُ: رَجُلٌ عَرُوسٌ، وَرِجَالٌ عُرُسٌ، بِضَمِّ الْعَيْنِ وَالرَّاءِ، وَامْرَأَةٌ عَرُوسٌ، وَنِسْوَةٌ عَرَائِسُ.
وقال الفيُّومي في «المصباح المنير»(401): وَعِرْسُ الرَّجُلِ بِالْكَسْرِ امْرَأَتُهُ، وَالْجَمْعُ أَعْرَاسٌ، مِثْلُ حِمْلٍ وَأَحْمَالٍ.
وَقَدْ يُقَالُ لِلرَّجُلِ: عِرْسٌ أَيْضًا.
وَالْعُرْسُ بِالضَّمِّ: الزِّفَافُ.
وَيُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ فَيُقَالُ: هُوَ الْعُرْسُ، وَالْجَمْعُ أَعْرَاسٌ مِثْلُ: قُفْلٍ وَأَقْفَالٍ.
وَهِيَ الْعُرْسُ، وَالْجَمْعُ عُرْسَاتٌ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقْتَصِرُ عَلَى إيرَادِ التَّأْنِيثِ.
وَالْعُرْسُ أَيْضًا: طَعَامُ الزِّفَافِ، وَهُوَ مُذَكَّرٌ؛ لِأَنَّهُ اسْمٌ لِلطَّعَامِ.
ومن إطلاق العرس على الزوجة قول بعض الراحلين إلى عبد الله بن المبارك رَحِمَهُ الله:
أهلي وعرسي وصبياني رفضتْهُم...وسرْتُ نحوَك في تلك المفازاتِ
[مقتطف من/ فاظفر بذات الدين لابنة الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله]