جديد المدونة

جديد الرسائل

الاثنين، 26 يوليو 2021

(11) القواعد والتعريفات من درس شرح قطر الندى

 القواعد والتعريفات من الدرس الحادي عشر

◆◇◆◇◆◇

«أَنْ» المصدرية أم باب النواصب، وسميت أم الباب؛ لأنها تعمل ظاهرة ومضمرة. وهناك كلمات كثيرة في النحو  يقال فيها: أم الباب، كـ (كانو(مِن) الجارة.

ولم يبدأ رحمه الله بالكلام على (أن) المصدرية مع أنها أم الباب؛ لطول الكلام عليها، وبدأ بالكلام على «لن»، و«كَيْ»، و«إذن»؛ لاختصار الكلام عليها.

و«أَن» المصدرية سميت بذلك؛ لأنها تؤول مع ما بعدها بمصدر، وتأويلها مع ما بعدها بمصدر قد يكون: فاعلًا، أو مفعولًا به، أو مبتدأ، أو قد يكون في محل جر بالمضاف.

«أَنِ» المَصْدَرِيَّةِ: التقييد بالمصدرية فيه احتراز من «أَنْ» المفسرة، والزائدة، فإنهما لا ينصبان الفعل المضارع.

ضابط أن المفسرة: أن تسبق بجملة فيها معنى القول دون حروفه، مثل: «كتب»، «نادى»، «أوحى»، «أشار».  إذا كانت (أن) بمنزلة (أي) التفسيرية.

فلا بد أن يسبقَ(أن) التفسيرية جملة، فلو لم يسبقها جملة فلا تكون مفسِّرة، ويُشترط أيضًا في(أن) التفسيرية:  أن يأتي بعدها جملة، سواء كانت الجملة اسمية، أو فعلية.

فلو جاء بعدها مفرد فيؤتي بـ(أي) التفسيرية، مثل: اشتريت عسجدًا. أي: ذهبًا.

ويشترط ألا يسبقَها حرف جر لا ظاهر ولا مقدَّر، فإن سبقها حرف جر ظاهر، أو نُوِيَ فتكون مصدرية لا تفسيرية.

والجملة بعد(أن) المفسرة تكون تفسيرية لا محل لها من الإعراب.

فائدة: الجملة التفسيرية هِي: الفضلة الكاشفة لحقيقة مَا تليه.

وهي على ثلاثة أقسام:

-مجردة من حرف التفسير، قال تعالى: ﴿إِن مثل عِيسَى عِنْد الله كَمثل آدم خلقه من تُرَاب ثمَّ قَالَ لَهُ كن فَيكون﴾[آل عمران: 59].

-ومقرونة بِـ«أَيّ» كَقَوْلِه:

وترمينني بالطرف أَي أَنْت مذنب ..وتقلينني لكن إياك لا أقلي

-ومقرونة بِـ«أَن» نَحْو: ﴿فأوحينا إِلَيْهِ أَن اصْنَع الْفلك﴾[المؤمنون: 27]. ذكره ابن هشام في المغني.

ضابط «أَنْ» الزائدة:

-إذا وقعت بين القسم و«لو».

-أن تأتي بعد «لما» الحينية، مثل قوله تَعَالَى: ﴿ فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ [يوسف: 96].

ضابط «أَنْ» المصدرية: ألا تسبق بعلم ولا بظن في أحد الوجهين. إذا سبقت بظن فيجوز أن تكون مصدرية وأن تكون مخففة من الثقيلة.

◆◇◆◇◆◇

لِأَنِ بِاعْتِبَارِ مَا قَبْلَهَا ثَلَاثَ حَالَاتٍ:

الحالة الأولى: أَنْ يتَقَدَّمَ عَلَيْهَا مَا يَدُلُّ عَلَى الْعِلْمِ، فَهَذِهِ مُخَفَّفَةٌ مِنَ الثَّقِيلَةِ لَا غَيْرُ.

ضابط «أَنْ» المخففة من الثقيلة: أن يتقدم عليها ما يدل على العلم، والمقصود بالعلم الألفاظ الدالة على اليقين، سواء كان ذلك بلفظ العلم أم لا.

«أَنْ» المخففة من الثقيلة يجب فيما بعدها أمران: أحدهما: رفعه، أي: يكون الفعل الذي بعدها مرفوعًا.

والثاني: أن الفعل يجب أن يفصل من (أن) بفاصل واحدٍ من أربعة. وَهِيَ: (حَرْفُ التَّنْفِيسِ، وَحَرْفُ النَّفْيِ، وَقَدْ، وَلَوْ).

 وهذا إذا كان الفعل متصرفًا غير دعاء، أما إذا كان الفعل جامدًا أو كان متصرفًا لكنه دعاء فلا يحتاج إلى فاصل.

الحالة الثانية: إذا تقدم على «أَنْ» ظنٌّ فيجوز فيها وجهان: أن تكون مخففة من الثقيلة، وأن تكون حرف مصدر ونصب، وهذا الثاني هو الراجح في القياس والأكثر في كلامهم كما قال ابن هشام رَحِمَهُ الله.

والمراد بكونها مسبوقة بظن، أي: بلفظ «ظن» أو بما يرادفه من الألفاظ التي تدل على ترجيح أحد الطرفين كـ«حسب»، و«خال».

الحالة الثالثة: إذا لم يسبق(أن) علم أو ظن فيجب أن تكون حرف مصدر ونصب.

◆◇◆◇◆◇

إضمار «أَنْ» على قسمين: إضمار جائز، وإضمار واجب.

فالجائز في مسائل:

-إِحْدَاهَا: أَنْ تَقَعَ بَعْدَ عَاطِفٍ مَسْبُوقٍ بِاسْمٍ خَالِصٍ مِنَ التَّقْدِيرِ بِالْفِعْلِ أي: خالص من التأويل بالفعل، كالمصدر، فإذا كان الاسم في تأويل الفعل وهو الوصف: (اسم الفاعل، واسم المفعولفإنه لا ينصب الفعل بأن مضمرة بل يجب رفع الفعل.

(بَعْدَ عَاطِفٍ) المراد به هنا واحد من أربعة «أو، والواو، وثم، والفاء».

-الحالة الثانية في إضمار «أَنْ» جوازًا، أن تقع بعد لام الجر، سواء كانت اللام للتعليل، أو للعاقبة ويقال: الصيرورة ولام المآل، أو زائدة. فالإضمار هنا جائز لا واجب.

ضابط لام التعليل: أن يكون ما قبلها علة لحصول ما بعدها.

ضابط اللام الزائدة: أن تقع بعد فعل متعدٍ.

◆◇◆◇◆◇

-إذا دخلت اللام الجارة على «أَنْ» المقترن فعلها بـ«لَا» فيجب إظهار «أَنْ»، ولا يجوز إضمارها، علل بعضهم لذلك كراهة اجتماع لامين، وتدغم النون في اللام لتقارب مخرجيهما.

فائدة إملائية:

 (أن) المصدرية الناصبة للفعل المضارع تُدغم نونها إذا جاء بعدها(لا) النافية، مثل: ﴿ وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ [المائدة: 71وإذا وقع بعدها (لا) الزائدة نحو: ﴿ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ [الأعراف: 12]، ﴿ لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ [الحديد: 29]. لا في الموضعين زائدة، وأُدغمت النون في اللام؛ لتقارب مخرجيهما.

وإدغام النون في (لا) يكون نطقًا وكتابة.

أما نون (أن) المخففة من الثقيلة فتظهر كتابة لا نطقًا، مثل: أشهد أن لا إله إلا الله.

فليُفهم الفرق بين النونين، والله الموفق.

-وَلَوْ كَانَتْ اللَّامُ مَسْبُوقَةً بكَوْنِ مَاضٍ مَنْفِيٍّ وَجَبَ إِضْمَارُ «أَنْ» سَوَاءٌ كَانَ الْمُضِيُّ فِي اللَّفْظِ وَالْمعْنَى، وهذه هي لام الجحود.

ضابط لام الجحود: أن تكون مسبوقة بكون ماض منفي سواء كان بلفظ الماضي أو بلفظ المضارع.

والجحود لغة هو: الإنكار بعد المعرفة ،قال الراغب في «مفردات القرآن»(187): الجُحُود: نفي ما في القلب إثباته، وإثبات ما في القلب نفيه.

◆◇◆◇◆◇

حالات في إضمار «أَنْ»:

-وُجُوب الإِضْمَارِ، وَذَلِكَ بَعْدَ لَامِ الْجُحُودِ.

-وَوُجُوب الْإِظْهَارِ، وَذَلِكَ إِذَا اقْتَرَنَ الْفِعْلُ بِـ«لَا» أي: إذا سبقت بحرف جر واقترن الفعل بـ«لَا» فيجب الإظهار، وسواء كان «لَا» للنفي أو زائدة.

-وَجَوَاز الإضمار والإظهار. وذلك مع غير لام الجحود، وعدم اقتران الفعل بـ«لَا».

◆◇◆◇◆◇

فائدة: من المواضع التي يكون الفاعل مستترًا وجوبًا لا جوازًا مع أن الضمير المستتر للغائب، كالحالات الآتية:

-أن يكون بعد لام الجحود، نحو: ﴿ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ ﴾ [النساء: 137].

-في باب التعجب، ما أفعله. نحو: ما كان أحسن زيدًا. فاعل أحسن ضمير مستتر وجوبًا.

-فاعل أفعال الاستثناء (خلا، عدا، حاشا) نحو: قام القوم ما خلا عمرًا. فاعل خلا ضمير مستتر وجوبًا.

-فاعل (نِعْمَ، وبئس) المستتر المفسَّر بنكرة، نحو: ﴿بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا (50)﴾ [الكهف:50]. بئس للظالمين بدلا. فاعل بئس ضمير مستتر وجوبًا.

◆◇◆◇◆◇