جديد المدونة

جديد الرسائل

الثلاثاء، 16 مارس 2021

(48)سنينٌ من حياتي مع والديْ وشيخي مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله

 من رعايته لأهله رحمه الله

كان والدي رحمه الله إذا دخل البيت وعندنا بعض النسوة يسأل: من التي عندكم؟

قلت: وهذا من حُسْن رعايته رحمه الله.

روى البخاري (43 ومسلم (785)  عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا وَعِنْدَهَا امْرَأَةٌ، قَالَ: «مَنْ هَذِهِ؟» قَالَتْ: فُلاَنَةُ، تَذْكُرُ مِنْ صَلاَتِهَا، قَالَ: «مَهْ، عَلَيْكُمْ بِمَا تُطِيقُونَ، فَوَاللَّهِ لاَ يَمَلُّ اللَّهُ حَتَّى تَمَلُّوا» وَكَانَ أَحَبَّ الدِّينِ إِلَيْهِ مَادَامَ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ.

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في « شرح رياض الصالحين»(2/214): في هذا الحديث: أن الإنسان ينبغي له إذا رأى عند أهله أحد أن يسأل: من هو؟

لأنه قد يكون هذا الداخل على الأهل ممن لا يرغب في دخوله، فإن من النساء من تأتي إلى أهل البيت تحدثهم بأحاديث يأثمون بها من الغيبة وغيرها، وربما تدخل امرأة - بحسن نية أو غير حسن نية - تسال مثلًا عن البيت؛ عما يفعل الزوج، وعما يفعل الابن، عما يفعل أخوك، ثم إذا ذكرت ما يفعل قالت: هذا يسير، كيف ما يعطيكم إلا كذا؟ كيف ما يعطيكم إلا هذه الثياب؟ إلا هذا الطعام؟ وما أشبه ذلك، حتى تفسد المرأة على زوجها، فلذلك ينبغي للإنسان إذا وجد عند أهله أحد أن يسأل عنهم: من هؤلاء؟ كما سأل النبي عليه الصلاة والسلام  عائشة عن المرأة التي عندها. اهـ.

 ◆◇◆◇◆◇

قيل لوالدي وأنا أسمع: هل تسمح لأحدٍ أن يستدركَ على كتابك « الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين»؟

 فقال: أمَّا وأنا حيٌّ فلا.

قلت:  لأن العمل جِاري آنذاك، فالاستدراك  في  غير موضعه.

 ◆◇◆◇◆◇

حديث: «أَلَا إِنَّ الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ مَلْعُونٌ مَا فِيهَا إِلَّا ذِكْرُ اللَّهِ وَمَا وَالَاهُ وَعَالِمٌ أَوْ مُتَعَلِّمٌ» رواه الترمذي(2322)عن أبي هريرة.

هذا الحديث سألت والدي عن حاله؟

فقال: حديث حسن .

قلت: ولم يذكره في كتاب «الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين»، لعله والله أعلم لوجود بعض الاختلاف في أسانيده.