جديد المدونة

جديد الرسائل

الأحد، 28 فبراير 2021

(47)سنينٌ من حياتي مع والديْ وشيخي مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله

من التطبيق العملي

صلى والدي رحمه الله صلاة الفجر ثم سمعناه يقول عبْر مكبِّر الصوت: أين فلان؟ فقال الطالب: أنا ذا. أين فلان؟...

عملًا بالحديث الذي رواه أبو داود(554) عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا الصُّبْحَ، فَقَالَ: أَشَاهِدٌ فُلَانٌ؟ قَالُوا: لَا، قَالَ: أَشَاهِدٌ فُلَانٌ؟ قَالُوا: لَا، قَالَ: «إِنَّ هَاتَيْنِ الصَّلَاتَيْنِ أَثْقَلُ الصَّلَوَاتِ عَلَى الْمُنَافِقِينَ، وَلَوْ تَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لَأَتَيْتُمُوهُمَا، وَلَوْ حَبْوًا عَلَى الرُّكَبِ»الحديث.

وكان رحمه الله قد حدَّثنا أنه سيعمل بهذه السنة، ويسأل عن بعض المصلين؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك.

من التطبيق العملي أيضًا

كان والدي رحمه الله يقول عند حصول مكروه أو فوات محبوب: قَدَرُ اللهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ.

عملًا بحديث أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ، خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللهِ وَلَا تَعْجَزْ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ، فَلَا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ، فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ» رواه مسلم (2664).

ويقول رحمه الله بتخفيف الراء: قَدَرُ اللهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ. هذا الذي كنا نسمعه منه.

قلت: قال الشيخ ابن باز رحمه الله  في « التعليقات البازية على الرسائل العقدية»(426):«فإذا أصابك شيءٌ فقل: قَدَرُ الله وما شاء فعل»، وبعضهم ضبطها بـ «قَدَّر الله وما شاء فعل»، أي: قدَّر هذا الواقع، والمعنى الأول أظهر، أي: أن هذا الواقع هو قدر الله، أي: مقدور الله وما شاء الله فعل. اهـ.

وعلى فتح الراء وتشديد الدال يكون قدَّر فعل ماضٍ، وعلى الرفع يكون خبرًا لمبتدأ محذوف.

قال الشيخ ابن عثيمين في «القول المفيد»(2/371): خبر لمبتدأ محذوف. أي: هذا قدر الله.

وقدر بمعنى مقدور؛ لأن قدر الله يطلق على التقدير الذي هو فعل الله، ويطلق على المقدور الذي وقع بتقدير الله، وهو المراد هنا؛ لأن القائل يتحدث عن شيء وقع عليه، فقدر الله أي مقدوره، ولا مقدر إلا بتقدير؛ لأن المفعول نتيجة الفعل.

والمعنى: إن هذا الذي وقع قدر الله وليس إلي، أما الذي إلي فقد بذلت ما أراه نافعًا كما أمرت، وهذا فيه التسليم التام لقضاء الله عز وجل، وأن الإنسان إذا فعل ما أمر به على الوجه الشرعي فإنه لا يلام على شيء، ويفوض الأمر إلى الله. اهـ.

حكم طلب المرأة الطلاق في الحالة الآتية

استفدت من والدي الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله في هذه المسألة: المرأة تطلب الطلاق إذا تزوج عليها؛ لأنها تخشى على دينها من الفتنة؟

 فأجاب: إذا خشيت على دينها من الفتنة لها أن تطلب الطلاق.

قلت: وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في «فتاوى على الدرب»: فإذا تعذر الصبر على الزوج وخافت المرأة أن لا تقيم حدود الله الواجبة عليها لزوجها فلا بأس أن تطلب الطلاق .اهـ.

 

ينبغي للطالب أن يكون نبيهًا ولا يُوقع معلمه في الحرج

مرة في الدرس طرح والدي سؤالا، وقال:عند الأخ الصومالي، ولم يكن كذلك، فغضب الطالب وجعل يردد لماذا نسبه الشيخ إلى الصومال وليس منهم.

قد يمر أحيانًا والدي  أثناء دخوله وخروجه ولا يلقي السلام ؛لانشغال ذهنِه لم ينتبه. فيبقى يردد بعضهم لماذا ولماذا؟ وهل في نفس الشيخ شيء علي؟

وما يدريه أن انشغال البال بالأمور المهمة قد تجعلُ الشخص لا يشعر بمن يمر به.

لَهَا أَحَادِيثُ مِنْ ذِكْرَاكَ تَشْغَلُهَا ... عَنِ الشَّرَابِ وَتُلْهِيهَا عَنِ الزَّادِ

فتنبَّهوا لذلكَ وتغافلوا، وأحسنوا الظن إذا حصل شيءٌ من التقصير، والله يعفو عن الجميع.

 

امرأة تقول لي: زوجها يريد أن يكتسب في التجارة من أجل أن يساعد طلبة العلم فأخبرت والدي رحمه الله: فأجابني بما يلي:

 هذا غير صحيح. قد قالها بعضهم ثم شُغِل في نفسِه عن طلبِ العلم، ولم ينفِقْ على طلبة العلم. اهـ.

أي: فُتِن -سلَّمنا الله وإياكم- فلا بقي  يطلب العلم، ولا أنفق على إخوانه طلبة العلم؛ ليتفرغوا لطلبِ العلم، وصدق ربُّنا إذ يقول: ﴿إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (15)﴾[ التغابن].