جديد المدونة

جديد الرسائل

الأربعاء، 3 فبراير 2021

(100)الإجابةُ عن الأسئلةِ

 

بسم الله الرحمن الرحيم

❖❖❖❖❖❖

السؤال: إذا رفع الخطيب يديه في آخر خطبة الجمعة هل يرفع المستمعون؟

الجواب: رفع اليدين في الدعاء في خطبة الجمعة هذا ليس من هدي النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ فعند الإمام مسلم (874) أن عُمَارَةَ بْنَ رُؤَيْبَةَ  رَأَى بِشْرَ بْنَ مَرْوَانَ عَلَى الْمِنْبَرِ رَافِعًا يَدَيْهِ، فَقَالَ عمارة : «قَبَّحَ اللهُ هَاتَيْنِ الْيَدَيْنِ، لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يَزِيدُ عَلَى أَنْ يَقُولَ بِيَدِهِ هَكَذَا، وَأَشَارَ بِإِصْبَعِهِ الْمُسَبِّحَةِ».

 فهذا دليل على أن النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ لم يكن يرفع يديه في خطبة الجمعة في الدعاء، فلا يشرع هذا لا للخطيب ولا للمستمع إلا في دعاء الاستسقاء، كما في «الصحيحين» البخاري (1031ومسلم (895) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لاَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي شَيْءٍ مِنْ دُعَائِهِ إِلَّا فِي الِاسْتِسْقَاءِ، وَإِنَّهُ يَرْفَعُ حَتَّى يُرَى بَيَاضُ إِبْطَيْهِ».

قال شيخ الإسلام رَحِمَهُ الله في «الفتاوى الكبرى» (5/356): وَيُكْرَهُ لِلْإِمَامِ رَفْعُ يَدَيْهِ حَالَ الدُّعَاءِ فِي الْخُطْبَةِ وَهُوَ أَصَحُّ الْوَجْهَيْنِ لِأَصْحَابِنَا؛ لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنَّمَا كَانَ يُشِيرُ بِأُصْبُعِهِ إذَا دَعَا. وَأَمَّا فِي الِاسْتِسْقَاءِ فَرَفَعَ يَدَيْهِ لَمَّا اسْتَسْقَى عَلَى الْمِنْبَرِ.

وقال الشيخ الألباني رَحِمَهُ الله: رفع اليدين يوم الجمعة والإمام يخطب والجالسون يرفعون أيديهم، هذه ظاهرة لو وقعت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لتوفرت الدواعي إلى نقله، فإذا لم ينقل دل على أنه لم يفعل.

وقال: وإنما كان النبي صلى الله عليه وسلم في الخطبة لا يزيد على أن يشير بإصبعه عليه السلام، أما الجالسون فما كانوا يرفعون أيديهم إلا فيما إذا خطب النبي صلى الله عليه وسلم خطبة استسقاء ودعا يطلب فيها السقيا من الله عز وجل، فهو يرفع يديه والحالة هذه، وكذلك الذين هم يسمعون خطبته، كما جاء في «صحيح البخاري ومسلم» أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب يوم جمعة حينما دخل رجل من باب من أبواب المسجد، فقال: «يا رسول الله! هلكت الأموال والعيال من قلة الأمطار، فادع الله لنا، فرفع عليه الصلاة والسلام يديه حتى بان إبطاه»-مبالغة منه في رفع اليدينوقال: «اللهم اسقنا! اللهم اسقنا! وأمَّن الناس ورفعوا أيديهم».

فعل هذا عليه الصلاة السلام في هذا الأمر العارض، ومن هذا الحديث ذهب بعض العلماء إلى جواز الاستسقاء بالدعاء فقط دون الصلاة، أما في سائر الخطب خطب الجمعة، فما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه. اهـ من «جامع تراث العلامة الألباني في الفقه»(17/257-258).

 وهذا أيضًا قول الشيخ ابن باز رَحِمَهُ الله في «فتاوى نور على الدرب» (13/233قال رحمه الله عن هذه المسألة رفع اليدين حال خطبة الجمعة: فلا يرفع الإمام ولا يرفع المأموم، ينصتون ولا يرفعون أيديهم، ولا يرفعون في الخطبة إلا في الاستسقاء، إذا استسقى طلب الغوث طلب المطر يرفع يديه، ويرفعون أيديهم معه كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة لما استسقى عليه الصلاة والسلام، أما الخطبة العادية التي ليس فيها استسقاء فإن السنة أنه لا يرفع هو ولا يرفعون هم، ولو دعا يدعو لكن من دون رفع، وهكذا خطبة العيد ليس فيها رفع إلا إذا استسقى، إذا طلب السقيا طلب الغوث طلب المطر فإن السنة أنه يرفع يديه، والمأمومون يرفعون أيديهم في الجمعة وفي غيرها. اهـ المرد.

❖❖❖❖❖❖