بسم الله الرحمن الرحيم
❖❖❖❖❖❖
أسئلة
السؤال: بارك الله فيكم وزادكم من واسع فضله.
ما معنى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في خدمة أهله، هل معناه أنه كان صلى الله عليه وسلم يساعد أهله في أعمالهم البيتية أو يساعد في أموره وما يختص به كما نص الحديث.
الجواب: بوب الإمام البخاري رَحِمَهُ الله (بَابٌ: كَيْفَ يَكُونُ الرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ) ثم أخرج حديث (6039) عَنِ الأَسْوَدِ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ، مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ فِي أَهْلِهِ؟ قَالَتْ: «كَانَ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ، فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلاَةُ قَامَ إِلَى الصَّلاَةِ».
قال الحافظ ابن حجر في «فتح الباري » (2/163): الْمُرَادُ بِالْأَهْلِ نَفْسُهُ ،أَوْ مَا هُوَ أَعَمُّ مِنْ ذَلِكَ .وَقَدْ وَقَعَ مُفَسَّرًا فِي «الشَّمَائِلِ » لِلتِّرْمِذِيِّ، مِنْ طَرِيقِ عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ بِلَفْظِ «مَا كَانَ إِلَّا بَشَرًا مِنَ الْبَشَرِ يُفَلِّي ثَوْبَهُ وَيَحْلُبُ شَاتَهُ وَيَخْدُمُ نَفْسَهُ». اهـ.
(مَا هُوَ أَعَمُّ مِنْ ذَلِكَ) يعني: خدمة نفسه ونسائِه.
«مَا كَانَ إِلَّا بَشَرًا مِنَ الْبَشَرِ يُفَلِّي ثَوْبَهُ وَيَحْلُبُ شَاتَهُ وَيَخْدُمُ نَفْسَهُ» الحديث صحيح.
وقد نظم العراقي في «ألفية السيرة» أعمال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ في بيته، فقال:
يَخْصِفُ نَعلَهُ، يَخِيطُ ثَوْبَهُ ... يَحلِبُ شَاتَهُ، ولنْ يَعِيبَهُ
يَخْدِمُ في مَهْنَةِ أهلِهِ كمَا ... يَقطَعُ بالسكينِ لَحْمًا قَدُما
فهذا فيه بيان أعمال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ في بيته ومساعدته لأهله . ولا مانع أن يدخل في عموم قول عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا :«كَانَ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ» بعض الأعمال البيتية التي لا تخص نفسه صلى الله عليه وسلم؛ تألفًا لقلوب نسائه، وقد كان عظيم الأخلاق مع أهله، وهو القائل: «خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي» رواه الترمذي (3895) عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، وهو في «الصحيح المسند» (1595) لوالدي رَحِمَهُ الله.
وقد قال الشيخ ابن عثيمين في «شرح رياض الصالحين» (3/ 529) في شرح هذا الحديث: فمثلًا الإنسان إذا كان في بيته فمن السنة أن يصنع الشاي مثلًا لنفسه، ويطبخ إذا كان يعرف، ويغسل ما يحتاج إلى غسله، كل هذا من السنة، أنت إذا فعلت ذلك تثاب عليه ثواب سنة، اقتداء بالرسول عليه الصلاة والسلام وتواضعًا لله عزّ وجل؛ ولأن هذا يوجِد المحبة بينك وبين أهلك، إذا شعر أهلك أنك تساعدهم في مهنتهم أحبوك، وازدادت قيمتك عندهم، فيكون في هذا مصلحة كبيرة. اهـ.
وهذا من تواضع النبي صلى الله عليه وسلم، وعظيم أخلاقه مع أهله. ولم يمنعه ما هو فيه من الشغل فهو: الحاكم، وصاحب الرسالة،والعابد، و المعلم، والمربي، والداعي إلى الله، والمجاهد ،والذي يرتب الجيوش، وهو الساعي في الإصلاح بين الناس، والمتفقد أحوالهم...
و قيامه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ ببعض الأعمال في بيته للاستحباب ومن حسن العشرة ، قال تعالى: ﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ [النساء:19].
والأصل أن المرأة هي التي تقوم بعمل البيت،وهذا واجب عليها ومن حقوق زوجها عليها أن تقوم بخدمته، وأن تقوم بالطبخ وتنظيف البيت وغسل الثياب... وقد كان نساء النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ، يخدمنه، ويقمن بإعداد طعامه، وتغسيل ثيابه، وغير ذلك.
تقول عَائِشَةُ رضي الله عنها -فِي الْمَنِيِّ-: كُنْتُ أَفْرُكُهُ مِنْ ثَوْبِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رواه مسلم (288)،وفي رواية:لَقَدْ كُنْتُ أَحُكُّهُ يَابِسًا بِظُفُرِي مِنْ ثَوْبِهِ.
وما يقوم به صلى الله عليه وسلم من الأعمال البيتية هو على وجه الاستحباب ومكارم الأخلاق ،وحسن الصحبة مع زوجاته.صلى الله عليه وسلم،ورضي عن أزواجه أجمعين.
❖❖❖❖❖❖