جديد المدونة

الأحد، 9 أغسطس 2020

(10)تربيةُ الأَولَادِ

 

من أهمل تربيةَ أولاده فلا يلومنَّ إلا نفسه

قال السعدي رحمه الله في «نور البصائر والألباب»(69):

فصل في حق الأولاد

وللأولاد على والديهم حقوق، فإنهم أمانات عندهم، وهم مسؤولون عنهم، فعليهم بسببهم.   

جنسان من الواجبات:

أحدهما: القيام بالمؤنة البدنية، من نفقة، وكسوة، وما يتبع ذلك، فهو واجب لا بد منه، مع أنه من أفضل العبادات، وخصوصًا مع احتساب الثواب عند الله، فإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها، حتى ما تجعله في فِي امرأتك، أي: وعيالك.

والنوع الثاني: واجب التربية، فعلى الوالدين تعليمهم القرآن، والعلم، والكتابة، وتوابع ذلك، وتربية أخلاقهم بكفهم عن المفاسد كلِّها، وحثَّهم على الفرائض.

وبتمام الأمرين يربح العبد أولاده، وبتقصيره بالتربية الدينية يخسر أولاده خسرانًا مبينًا. فالأولاد كما أنهم مسؤولون عن القيام ببر الوالدين، والقيام بواجبهم، كذلك قبلهم الأبوان مسؤولان عن إصلاح أولادهما: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6)﴾[التحريم:6] الآية، وذلك بالقيام بالأسباب التي تقيهم النار، والملاحظة التامة، وعدم إهمالهم، ومن أهملهم فلا يلومنَّ إلا نفسه إذا فاته الثواب، واستحقَّ بترك ما يجب عليه العقاب، وفاته بر أولاده وخيرهم، ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا﴾[فصلت:46].اهـ


 وسمعت والدي الشيخ مقبل رحمه الله  يقول عمَّن شكَى إليه من الآباء أولاده.

يقول:أنتَ الذي قصَّرتَ في تربيتِه،وتسبَّبت في ذلك.اهـ

وقال رحمه الله :كم من أب رأيناه يبكي، ويقول: ياليت إن الله ما خلق لي هذ الولد، هذا الولد أشقاني،هذا الولد نَغَّصَ علي معيشتي، هذا الولد أقلقني، فرَّط فيه في صِغره ،فمن أجل هذا أصبح شقاوةً على أبيه.[ش/بر الوالدين].

فالله المستعان كم في إهمال تربية الأولاد من الآلام والمتاعب والحِرمان والخسارة العاجلة والآجلة.