جديد المدونة

جديد الرسائل

السبت، 27 يونيو 2020

(10)الآداب

من صُورِ التدابر

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الحَدِيثِ، وَلاَ تَحَسَّسُوا، وَلا تَجَسَّسُوا، وَلاَ تَحَاسَدُوا، وَلاَ تَدَابَرُوا، وَلاَ تَبَاغَضُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا»رواه البخاري(6064)،ومسلم (2563).

 

(وَلاَ تَدَابَرُوا)

قال الشيخ ابن عثيمين في «شرح رياض الصالحين»(6/237):هل هو التدابر في القلوب أو التدابر في الأبدان أو هذا وهذا؟

 إنه هذا وهذا، لا تدابروا في القلوب حتى لو وجدت من أخيك أنه أدبر عنك بقلبه فاقرب منه وأقبل عليه ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم.اهـ

ومن صُوَرِ التدابر:

-الهجْر والتقاطع

قَالَ أَبُو عبيد: التدابر: المصارمة والهجران، مَأْخُوذ من أَن يولي الرجل صَاحبه دبره ويعرض عَنهُ بِوَجْهِهِ، وَهُوَ التقاطع.ذكره عنه ابن الجوزي في «كشف المشكل»(3/187).

-قال ابن عبد البر في «التمهيد»(6/117): التَّدَابُرُ الْإِعْرَاضُ وَتَرْكُ الْكَلَامِ وَالسَّلَامِ وَنَحْوُ هَذَا.

 وَإِنَّمَا قِيلَ لِلْإِعْرَاضِ تَدَابُرٌ: لِأَنَّ مَنْ أَبْغَضْتَهُ أَعْرَضْتَ عَنْهُ وَمَنْ أَعْرَضْتَ عَنْهُ وَلَّيْتَهُ دُبُرَكَ،وَكَذَلِكَ يَصْنَعُ هُوَ بِكَ وَمَنْ أَحْبَبْتَهُ أَقْبَلْتَ عَلَيْهِ وَوَاجَهْتَهُ لِتَسُرَّهُ وَيَسُرَّكَ.

 فَمَعْنَى تَدَابَرُوا وَتَقَاطَعُوا وتباغضوا معنى متداخل متقارب كالمعنى الواحد فِي النَّدْبِ إِلَى التَّوَاخِي وَالتَّحَابِّ.

-أن تجلس وتدع الناس وراء ظهرك.وهذا تدابرٌ حسي.

-اختلاف الرأي، بحيث يكون كل واحد منا له رأى مخالف للآخر، وهذا التدابر في الرأي أيضًا نهي عنه الرسول علي الصلاة والسلام.وهذا التدابر معنوي،كما ذكر الشيخ ابن عثيمين في «شرح رياض الصالحين»(2/583).

-الذي يُصعِّر وجهه للناس

بعض الناس لا يهمه أن يصعر وجهه للناس وأن يعرض، ربما يكون من كبريائه يتكلم معك ووجهه لجانب آخر نسأل الله العافية هذا لا يحل. «شرح رياض الصالحين»(6/238).

ونستفيد من هذا الحديث:

 فضل الإسلام وأنه يدعو إلى الأخوة والتحابب والألفة.

وقد قال الله عزوجل في وصف أهل الجنة:﴿وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ (47)﴾[الحجر].

حث المتدابرين على ترك التدابر.

الحث على اجتماع القلوب وصفائِها من الغلِّ والأحقاد والتباغض.