جديد الرسائل

السبت، 11 أبريل 2020

(28) مِنْ جَوَامِعِ الأَدْعِيَةِ


عَنْ أَنَس بن مالك،رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، عَلِّمْنِي خَيْرًا فَأَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ فَقَالَ:  قُلْ سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ قَالَ: فَعَقَدَ الْأَعْرَابِيُّ عَلَى يَدِهِ  وَمَضَى.

 فَتَفَكَّرَ ثُمَّ رَجَعَ فَتَبَسَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: تَفَكَّرَ الْبَائِسُ فَجَاءَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللهِ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ هَذَا لِلَّهِ فَمَا لِي؟

 فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  يَا أَعْرَابِيُّ إِذَا قُلْتَ:

 سُبْحَانَ اللهِ قَالَ اللهُ: صَدَقْتَ.

 وَإِذَا قُلْتَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ قَالَ اللهُ: صَدَقْتَ.

 وَإِذَا قُلْتَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ قَالَ اللهُ: صَدَقْتَ.

 وَإِذَا قُلْتَ: اللهُ أَكْبَرُ قَالَ اللهُ: صَدَقْتَ .

وَإِذَا قُلْتَ: اللهُمَّ اغفِرْ لِي قَالَ اللهُ: فَعَلْتُ.

 وَإِذَا قُلْتَ: اللهُمَّ ارْحَمْنِي قَالَ اللهُ: فَعَلْتُ.

 وَإِذَا قُلْتَ: اللهُمَّ ارْزُقْنِي قَالَ اللهُ: قَدْ فَعَلْتُ.

 قَالَ: فَعَقَدَ الْأَعْرَابِيُّ عَلَى سَبْعٍ فِي يَدِهِ ثُمَّ وَلَّى .

رواه البيهقي في «شعب الإيمان»(2/133).

وذكره الشيخ الألباني رحمه الله في «سلسلة الأحاديث الصحيحة»( 3336)،وقال عن إسناده: هذا إسناد جيد، رجاله ثقات، أما من دون الحسن بن ثواب؛ فثقات حفاظ معروفون، ولذلك لم أذكرهم.

وأما الحسن بن ثواب فقد أضناني البحث عنه حتى وجدته، فسجدت لله شكرًا على توفيقه، فأساله المزيد من فضله، فترجمه الخطيب البغدادي في «التاريخ »(10/ 291- 292) برواية جمع من الحفاظ عنه، وروى عن الدارقطني أنه قال:"بغدادي ثقة ".اهـ


رحم الله الشيخ الألباني وغفر له من إمامٍ مخلص،ومدى صبره على البحث،وعِظَمِ  فرحه بالفائدة،وعزوه النعمة إلى مسديها ومعطيها،لا إلى جُهده وذكائه.فلْنتعلَّم من هذه الأخلاق العظيمة.


وقد نبَّه ابنُ الجوزي طالبَ العلم على أهمية القراءة في تراجم السلف وأنه قد لا يكفي العلم في الهداية إلى السداد والأخلاق والسَّمْت والخشية حتى يمزجه بالقراءة في تراجم السلف.


قال رحمه الله في «صيد الخاطر»:قد كان جماعة من السلف يقصدون العبد الصالح للنظر إلى سمته وهديه لا لاقتباس علمه، وذلك أن ثمرةَ علمِه هديُه وسمتُه، فافهم هذا، وامزج طلب الفقه والحديث بمطالعة سير السلف والزهاد في الدنيا، ليكون سببًا لرقة قلبك.اهـ


اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق فإنه لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عنا سيئها فإنه لا يصرف عنا سيئها إلا أنت.