جديد الرسائل

السبت، 11 أبريل 2020

(27)من معجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم


عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلاَثِينَ وَمِائَةً،فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«هَلْ مَعَ أَحَدٍ مِنْكُمْ طَعَامٌ؟»،فَإِذَا مَعَ رَجُلٍ صَاعٌ مِنْ طَعَامٍ أَوْ نَحْوُهُ، فَعُجِنَ، ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ مُشْرِكٌ، مُشْعَانٌّ طَوِيلٌ، بِغَنَمٍ يَسُوقُهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَيْعًا أَمْ عَطِيَّةً، أَوْ قَالَ: أَمْ هِبَةً؟ ،قَالَ: لاَ بَلْ بَيْعٌ، فَاشْتَرَى مِنْهُ شَاةً، فَصُنِعَتْ، وَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَوَادِ البَطْنِ أَنْ يُشْوَى، وَايْمُ اللَّهِ، مَا فِي الثَّلاَثِينَ وَالمِائَةِ إِلَّا قَدْ حَزَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ حُزَّةً مِنْ سَوَادِ بَطْنِهَا، إِنْ كَانَ شَاهِدًا أَعْطَاهَا إِيَّاهُ، وَإِنْ كَانَ غَائِبًا خَبَأَ لَهُ، فَجَعَلَ مِنْهَا قَصْعَتَيْنِ، فَأَكَلُوا أَجْمَعُونَ وَشَبِعْنَا، فَفَضَلَتِ القَصْعَتَانِ، فَحَمَلْنَاهُ عَلَى البَعِيرِ، أَوْ كَمَا قَالَ.

رواه البخاري(2618)،ومسلم (3/1626).


(مُشْعَانٌّ)هو المنتعش الشعر، الثائر الرأس، يقال: شعر مشعان، ورجل مشعان، ومشعان الرأس، والميم زائدة. كذا في «النهاية».


(سواد البطن)، في «النهاية»أي: الكبد.

(حز)، أي: قطع.


قال العيني في «عمدة القاري» (13/244): فيه أربع معجزات:

الأولى: تكثير الصاع.

الثانية: تكثير سواد البطن.

الثالثة: اتساع القصعتين، لتمكن أيادي هؤلاء العدد.

الرابعة: الفضلة التي فضلت بعد شبعهم واكتفائهم.اهـ


قال الحافظ: وفي الحديث:

قبول هدية المشرك، لأنه سأله هل يبيع أو يهدي.

وفيه المواساة عند الضرورة

 وظهور البركة في الاجتماع على الطعام

 والقسم لتأكيد الخبر وإن كان المخبر صادق

 ومعجزة ظاهرة، وآية باهرة من تكثير القدر اليسير من الصاع ومن اللحم حتى وسع الجمع المذكور، وفضَلَ منه.