جديد المدونة

جديد الرسائل

الخميس، 17 سبتمبر 2020

(39)سنينٌ من حياتي مع والديْ وشيخي مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله

 

الحبوة يوم الجمعة

 رأيتُ واحدة في بداية الطلب والإمام يخطب تقدمَتْ قليلا احتباءً كما يحبو الصبي،فقلت لها بعد انتهاء الخطبة:النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الحبوة يوم الجمعة.

ثم تحدثنا مع والدي،فقال:ليس هذا هو المراد،هذا كما يفعل أهل البيضاء يجلس وينصب ساقيه ثم يلف عليها ثوبه أو غترته.

ثم استفدت بعد ذلك من والدي رحمه الله أن  الحبوة وقت الخطبة يوم الجمعة لا بأس به، والحديث الوارد في النهي عن الاحتباء يوم الجمعة، والإمام يخطب، ضعيف.

قلت:حديث النهي عن الاحتباء يوم الجمعة أخرجه أبو داود (1110)،والترمذي (514) عن معاذ بن أنس قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحبوة يوم الجمعة والإمام يخطب.

            وفيه أبو مرحوم هو عبد الرحيم بن ميمون، وشيخه سهل بن معاذ بن أنس ضعيفان.

            وقد ذهب أكثر أهل العلم إلى عدم الكراهة، كما في «نيل الأوطار» أبواب الجمعة (1217) نقله عن العراقي.

            والاحتباء: هو أن يضم الإنسان رجليه إلى بطنه بثوب يجمعهما به مع ظهره، ويشده عليها، وقد يكون الاحتباء باليدين عوض الثوب، كما في « النهاية».

العروس وحضور الدروس

لم يكن يتساهل والدي رحمه الله مع العروس في حضور الدروس إلا أسبوعًا واحدا،ثم يأخذ معه بالحزم كغيره من الطلاب،وقد كان واحدٌ من طلابه يتخلف عن الدروس لهذا السبب كما أخبرتني قريبته سابقًا ،قالت:ثم أنكر عليه الشيخ.

من يتخلَّف عن الدرس بسبب بناء بيته

يوجد رجل كان يبني بيتًا له فسأل عنه والدي في الدرس فقيل: لم يحضر.

فذكر قولَه صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن بعض أنبياء الله: لا يتبعني أَحَدٌ بَنَى بُيُوتًا وَلَمْ يَرْفَعْ سُقُوفَهَا.

ثم سكت ولم يزد على ذلك،إشارة إلى أن البناء يشغل.

ولفظ  الحديث:عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:غَزَا نَبِيٌّ مِنَ الأَنْبِيَاءِ، فَقَالَ لِقَوْمِهِ: لاَ يَتْبَعْنِي رَجُلٌ مَلَكَ بُضْعَ امْرَأَةٍ، وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَبْنِيَ بِهَا؟ وَلَمَّا يَبْنِ بِهَا، وَلاَ أَحَدٌ بَنَى بُيُوتًا وَلَمْ يَرْفَعْ سُقُوفَهَا، وَلاَ أَحَدٌ اشْتَرَى غَنَمًا أَوْ خَلِفَاتٍ وَهُوَ يَنْتَظِرُ وِلاَدَهَا، فَغَزَا..رواه البخاري(3124)،ومسلم (1747).

ذِكْرُ الله أثناء الدرس

كنت أحيانًا أسمع والدي أثناء درسه يذكر الله ويقول:ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن،أو يقول:لا إله إلا الله.

قلت:وقد بوَّب لهذه المسألة الرامهرمزي.

ومن الآثار:

قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بن الإمام أحمد: قَالَ أَبِي:كَانَ هُشَيْمٌ كَثِيرَ التَّسْبِيحِ بَيِّنَ الْحَدِيثِ، يَقُولُ بَيْنَ ذَلِكَ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ يَمُدُّ بِهَا صَوْتَهُ رواه الخطيب في «تاريخ بغداد»(14/90)ترجمة هشيم بن بشير.والأثر صحيح.

وقال الخطيب تحت فقرة من«جامعه» (1004): مَا يُقَالُ فِي خِلَالِ الْمَجْلِسِ مِنَ الذِّكْرِ إِذَا أَمْسَكَ عَنِ الرِّوَايَةِ فِي خِلَالِ الْمَجْلِسِ لِلِاسْتِرَاحَةِ، ذَكَرَ اللَّهَ تَعَالَى فِي تِلْكَ الْحَالِ، وَقَدْ كَانَ جَمَاعَةٌ مِنَ أَكَابِرِ السَّلَفِ يَفْعَلُونَ ذَلِكَ.