جديد المدونة

جديد الرسائل

الاثنين، 16 ديسمبر 2019

(11) القرآنُ وعلومُه


خطأ قراءة أكثر من واحد على المقرئ من مواضع مختلفة في وقت واحد



في ترجمة :علي بن محمد بن عبد الصمد بن عبد الأحد بن عبد الغالب بن غطاس الإمام علم الدين، أبو الحسن الهمداني السخاوي، المقرئ المفسر النحوي، شيخ القراء بدمشق في زمانه.


قال القاضي في «وفيات الأعيان»:رأيته مرارا راكبا بهيمة إلى الجبل وحوله اثنان وثلاثة يقرأون عليه دفعة واحدة، في أماكن من القرآن مختلفة، وهو يرد على الجميع.


ذكره الذهبي في«معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار»(241)وتعقَّبَهُ وقال:
ما أعلم أحدا من المقرئين ترخص في إقراء اثنين فصاعدا، إلا الشيخ عَلَم الدين، وفي النفس من صحة تحمل الرواية على هذا الفعل شيء، فإن الله تعالى ما جعل لرجل من قلبين في جوفه.

ولا ريب في أن ذلك أيضا خلاف السنة، لأن الله تعالى يقول: ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا﴾[الأعراف: 204].


وإذا كان هذا يقرأ في سورة، وهذا في سورة، وهذا في سورة، في آن واحد، ففيه مفاسد:


 أحدها: زوال بهجة القرآن عند السامعين.

 وثانيها:أن كل واحد يشوش على الآخر، مع كونه مأمورا بالإنصات.

وثالثها: أن القارئ منهم لا يجوز له أن يقول قرأت القرآن كله، على الشيخ وهو يسمع، ويعي ما أتلوه عليه، كما لا يسوغ للشيخ أن يقول لكل فرد منهم: قرأ علي فلان القرآن جميعه، وأنا أسمع قراءته وما هذا في قوة البشر.

قالت عائشة رضي الله عنها: سبحان من وسع سمعه الأصوات، وإنما يصحح التحمل إجازة الشيخ للتلميذ، ولكن تصير الرواية بالقراءة إجازة، لا سماعا من كل وجه.