جديد المدونة

جديد الرسائل

الأربعاء، 27 نوفمبر 2019

(18)تذكيرٌ بالصَّحابة رضي الله عنهم


عبد الله بن الزِّبِعْرَى



ذكر ابن كثير في «تفسير سورة الأنبياء »(رقم الآية101)أنه أسلم.

 وقال ابن حجر في «الإصابة» (4/ 76)ابن الزِّبِعْرى: بكسر الزاي والموحدة وسكون المهملة بعدها راء مقصورة، بن قيس بن عدي بن سعيد بن سهم القرشي السهمي.

أمه عاتكة بنت عبد اللَّه بن عمرو بن وهب بن حذافة بن جمح.

كان من أشعر قريش، وكان شديدا على المسلمين، ثم أسلم في الفتح. اهـ.

وقول ابن حجر:ابن (الزِّبِعْرَى) بكسر الزاي والموحدة وسكون المهملة.

نستفيد منه أن الباء مكسورة .

وفي «القاموس المحيط» الزِّبَعْرَى، بكسر الزاي وفتح الباءِ والراءِ.

وتعقبه الزبيدي في «تاج العروس»،وقال:ضَبَطه الحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ فِي الإِصابَة بِكَسْر الموَّحدة.



 ومن أشعار ابن الزِّبِعرى المشهورة:

 يَا رَسُولَ الْمَلِيكِ إِنَّ لِسَانِي ... رَاتِقٌ مَا فَتَقْتُ إِذْ أَنَا بُورُ

إِذْ أُجَارِي الشَّيْطَانَ فِي سُنَنِ الْغَيِّ ... وَمَنْ مَالَ مَيْلَهُ مَثْبُورُ

«يَا رَسُولَ الْمَلِيكِ إِنَّ لِسَانِي»: يعني أن لسانه سيصلح ما أفسده من سب الدين وأذى النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ.

«رَاتِقٌ»: الرَّاتق السَّادُّ، تقول رتقت الشيء إذا سددته.  كما في «الاملاء في شرح غريب السير» (373).

«فَتَقْتُ» : قال السهيلي في «شرح السيرة» وهو الروض الأنف (7/ 246):

فَتَقْت يَعْنِي:فِي الدّينِ فَكُلّ إثْمٍ فَتْقٌ وَتَمْزِيقٌ وَكُلّ تَوْبَةٍ رَتْقٌ وَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ قِيلَ لِلتّوْبَةِ نَصُوحٌ مِنْ نَصَحْت إذَا خِطْته، وَالنّصَاحُ الْخَيْطُ وَيَشْهَدُ لِصِحّةِ هَذَا الْمَعْنَى قَوْلُ إبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ

نُرَقّعُ دُنْيَانَا بِتَمْزِيقِ دِينِنَا ... فَلَا دِينُنَا يَبْقَى، وَلَا مَا نُرَقّعُ. اهـ.

وقوله: « إِذْ أَنَا بُورُ » البورُ: الرجلُ الفاسدُ الهالكُ الذى لا خير فيه. كما في «الصحاح» (2/ 597).

وفي القرآن الكريم﴿وكنتم قَوْمًا بورًا﴾.



وابن الزبعرى هو ومَن أُعجِبَ بقوله السبب في نزول هاتين الآيتين الآتي ذكْرُهما في الحديث

عن ابن عباس قال: آية في كتاب الله عز وجل لا يسألني الناس عنها ولا أدري أعرفوا ولا يسألوني عنها فسئل ما هي قال لما نزلت:﴿إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ ﴾ شق ذلك على أهل مكة، وقالوا شتم محمد آلهتنا، فجاءهم ابن الزبعري فقال ما شأنكم؟ قالوا شتم محمد آلهتنا. قال: وما قال. قالوا: قال:﴿إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ﴾قال ادعوه لي، فدعا محمدا صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال ابن الزبعري يا محمد هذا شيء لآلهتنا خاصة أم لكل ما عبد من دون الله؟ قال: "بل لكل ما عبد من دون الله عز وجل". قال: فقال خصمناه ورب هذه البُنيَة.

 يا محمد ألست تزعم أن عيسى عبد صالح وعزيرا عبد صالح والملائكة عباد صالحون قال: "بلى". قال فهذه النصارى تعبد عيسى وهذه اليهود تعبد عزيرا وهذه بنو مليح تعبد الملائكة، قال فضج أهل مكة، فنزلت:﴿إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ﴾ قال ونزلت:﴿وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ﴾وهو الضجيج.

 رواه الإمام الطحاوي في مشكل الآثار(1ص431).وذكره والدي في الصحيح المسند من أسباب النزول(135).