من منافسة النساء في الخير
عَنْ
أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ نَازِلٌ بِالْجِعْرَانَةِ بَيْنَ مَكَّةَ
وَالمَدِينَةِ،وَمَعَهُ بِلاَلٌ فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: أَلاَ تُنْجِزُ لِي مَا وَعَدْتَنِي؟ فَقَالَ
لَهُ: «أَبْشِرْ»فَقَالَ: قَدْ
أَكْثَرْتَ عَلَيَّ مِنْ أَبْشِرْ، فَأَقْبَلَ عَلَى أَبِي مُوسَى وَبِلالٍ كَهَيْئَةِ
الغَضْبَانِ، فَقَالَ:«رَدَّ البُشْرَى، فَاقْبَلا أَنْتُمَا» قَالا: قَبِلْنَا، ثُمَّ دَعَا بِقَدَحٍ فِيهِ
مَاءٌ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ وَوَجْهَهُ فِيهِ وَمَجَّ فِيهِ، ثُمَّ قَالَ:«اشْرَبَا
مِنْهُ، وَأَفْرِغَا عَلَى وُجُوهِكُمَا وَنُحُورِكُمَا وَأَبْشِرَا».فَأَخَذَا
القَدَحَ فَفَعَلا،فَنَادَتْ أُمُّ سَلَمَةَ مِنْ وَرَاءِ السِّتْرِ: أَنْ أَفْضِلا
لِأُمِّكُمَا، فَأَفْضَلا لَهَا مِنْهُ طَائِفَةً.رواه البخاري(4328)،ومسلم (2497).
-----------------------------------------------------
(أَنْ أَفْضِلا لِأُمِّكُمَا)الفضلة:البقية.
في هذا
الحديث:
1) جفوة الأعراب، وسوء
أدبهم.
2) البشارة بالخير.
3) سوء عاقبة العجلة.
4) استعمال الشدة عند
وجود المصلحة.
5) التبرك بآثار النبي صلى
الله عليه وسلم، وهذا خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم، فلا يُتبرك بغيره من
الصالحين، والعلماء، فإن الصحابة لم يفعلوا ذلكٍ مع أبي بكر، وهو أفضل هذه الأمة
بعد نبيها، ولا مع عمر المُلْهم، فدل هذا على بدعية التبرك بالصالحين، وآثارهم.
6) منقبة لأبي
موسى وبلال وأم سلمة رضي الله عنهم.
7) منافسة أم سلمة في
الخير.
فلتكُنْ قدوةً لنا -هي وأمثالها من النساء الفُضليات الصالحات كأم
المؤمنين عائشة وغيرها من النساء- في الرغبة في الآخرة دار القرار،والمسابقة إلى
جنات النعيم.