جديد المدونة

جديد الرسائل

الأربعاء، 7 أغسطس 2019

(8)مُلَخَّص في الحج والعمرة


منكرات يجب على الحاج اجتنابها

إن المتأمل في معنى الحج المبرور وأنه يفيد:

فعل الواجبات.

ترك المحرمات.

ليجد القليل الذي يكون حجه مبرورًا.قال تعالى:﴿فمن فرض فيهن الحج فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ﴾[الْبَقَرَةِ197].

الرفث في هذه الآية:الجماع ومقدماته.

والفسوق:المعاصي صغائرها وكبائرها.



وإن من المنكرات الشائعة التي لا يسلم منها إلا من سلمه الله:

·     الحسد . قال تعالى في ذم الحسد:﴿أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ﴾[النساء:54].

والحسد تمني زوال النعمة عن الغير.

فاحذر الحسد فإنه ممقوت مذموم على كل حال.

·     الكِبر.

قال تعالى:﴿تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (83)﴾[القصص].

والكبر بطر الحق وغمط الناس.

وليعلم الإنسان أن الذي أعطاه النعمة هو الله،وهو قادر أن ينزعها منه فيصير صفر اليدين منزوع النعمة.فتأمل ذلك لعلك تنجو من هذه الآفة الفتَّاكة.

·     السخرية بأخيك المسلم

قال تعالى:﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ﴾[الحجرات:11].

والسخرية:الاستهزاء.

·     الأذى وتعمد المدافعة

قال تعالى:﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (58)﴾[الأحزاب].

·     الغيبة

قال تعالى:﴿وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12)﴾[الحجرات].

والغيبة ذكرك أخاك بما يكره.

وهذا من أعظم ما يقع فيه الناس رجالا ونساء لتساهلهم فيه،مع عِظَم ذنبه،كلمة واحدة قد تسبب له السقوط في النار.

وهذا يتطلب مجاهدة شديدة في حفظ اللسان.



·     تصوير ذوات الأرواح

مُحْرِم ويصوِّر نفسه ومن حوله من الحجيج وغيرهم.

وهذا فيه الوعيد الشديد روى الترمذي (2574)عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « تَخْرُجُ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ يَوْمَ القِيَامَةِ لَهَا عَيْنَانِ تُبْصِرَانِ وَأُذُنَانِ تَسْمَعَانِ وَلِسَانٌ يَنْطِقُ، يَقُولُ: إِنِّي وُكِّلْتُ بِثَلَاثَةٍ، بِكُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ، وَبِكُلِّ مَنْ دَعَا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ، وَبِالمُصَوِّرِينَ ». والحديث صحيح .وفي الباب جملة من الأدلة.يراجع رسالة الشيخ ابن باز حكم التصوير.ورسالة والدي المشهورة تحريم تصوير ذوات الأرواح.

وقد ذكر الشيخ ابن باز رحمه الله في «التحقيق والإيضاح»(197) أنواعًا من المنكرات التي يجب على الحاج اجتنابها..ومما ذكر مسألة:تصوير ذوات الأرواح من الآدميين وغيرهم، والرضا بذلك.

وتأمل عبارة الشيخ ابن باز هنا فإنها مهمة من عالمٍ ناصح مشفق عليك أيها الحاج فهو يقول في معنى كلامه:سواء قمتَ بالتصوير أنتَ،أو لم تقم بالتصوير ولكنك راضٍ بتصوير غيرك لك أنت مشارك له في الإثم لأن الله عزوجل يقول في مُقِرِّ المنكر:﴿ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ﴾[النساء:140].

ثم قال الشيخ ابن باز منبِّهًا لك أيها الحاج أن المعصية منك أشد من غيرك معلِّلًا لذلك فقال:



 فإن هذه كلها من المنكرات التي حرمها الله على عباده في كل زمان ومكان، فيجب أن يحذرها الحجاج وسكان بيت الله الحرام أكثر من غير،م لأن المعاصي في هذا البلد الأمين إثمها أشد وعقوبتها أعظم. وقد قال الله تعالى:﴿وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾[الحج: 25]فإذا كان الله قد توعد من أراد أن يلحد في الحرم بظلم فكيف تكون عقوبة من فعل؟

 لا شك أنها أعظم وأشد فيجب الحذر من ذلك ومن سائر المعاصي.

ولا يحصل للحُجاج بِرُّ الحج وغفران الذنوب إلا بالحذر من هذه المعاصي وغيرها مما حرم الله عليهم كما في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:«من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه»

وأشد من هذه المنكرات وأعظم منها دعاء الأموات والاستغاثة بهم والنذر لهم والذبح لهم..الخ

فيجب على الحاج أن يحافظ على حجه من نقص أجره وأن يبادر إلى الواجبات وترك المحرمات.
فقد تجشَّم وتحمَّل المتاعب ليصل إلى بيت الله الحرام وإلى الأماكن المقدسة والشعائر العظيمة.والله المستعان.