بارك
الله فيك المرأة الحائض و النفاس ماذا تعمل في ليلة القدر و هي لا تستطيع القيام ؟
الجواب
لا
شك أن المرأة يحزنها ويقلقها هذا العذر في
ليلة القدر وسائر مواسم الخير والكرامات والبركات كرمضان والحج والعمرة.
ويدل
لذلك ما حصل لأم المؤمنين عائشة في سفرها لأداء حجة الإسلام،عند أن وصلت سرف
موضع قريب من مكة حاضت فحزنت لذلك وبكت.وقد ساقت قصتها كما في الصحيحين تقول:
خَرَجْنَا لاَ نَرَى إِلَّا الحَجَّ، فَلَمَّا كُنَّا بِسَرِفَ حِضْتُ، فَدَخَلَ
عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَبْكِي، قَالَ:
«مَا لَكِ أَنُفِسْتِ؟». قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: «إِنَّ هَذَا أَمْرٌ كَتَبَهُ
اللَّهُ عَلَى بَنَاتِ آدَمَ، فَاقْضِي مَا يَقْضِي الحَاجُّ، غَيْرَ أَنْ لاَ
تَطُوفِي بِالْبَيْتِ».
فذكَّرها الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بالإيمان بالقدر،وأنه مكتوب،مقدَّر من أرحم الراحمين.قال ابن رجب في«فتح الباري»(2/13):معنى:كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَى بَنَاتِ آدَمَ.أنَّهُ قضى بهِ عليهن وألزمهن إياه، فهن متعبَّدات بالصبر عليهِ.اهـ وهذا من الأدلة أن الإيمان بالقدر فيه تسلية للنفس وطمأنينة للقلب.
فذكَّرها الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بالإيمان بالقدر،وأنه مكتوب،مقدَّر من أرحم الراحمين.قال ابن رجب في«فتح الباري»(2/13):معنى:كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَى بَنَاتِ آدَمَ.أنَّهُ قضى بهِ عليهن وألزمهن إياه، فهن متعبَّدات بالصبر عليهِ.اهـ وهذا من الأدلة أن الإيمان بالقدر فيه تسلية للنفس وطمأنينة للقلب.
وبالنسبة
للسؤال
إذا
كُتِبَ على المرأة الحيض أو النفاس في ليلة القدر
فإنها تتحراها وتلتمسها بإخلاص وقلب صادق- كما
يلتمسها غيرُها﴿وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا (20)﴾- بقدر ما
تستطيع من:
·
خشوع وخضوع.
·
استغفار وذكر ودعاء.
وخاصة الدعاء الذي رواه الترمذي (3513) عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:
قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ
القَدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا؟ قَالَ: " قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ
تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي ".
·
قراءة القرآن.والذي نعتقده هو جواز
قراءة الحائض القرآن،سواء عن ظهر قلب أو من المصحف،والقول بالمنع مستند على أحاديث
ضعيفة،وأدلة غير صريحة في المنع.فنبقى على الأصل وهو الإباحة كما هو قول جماعة من
العلماء المتقدمين والمتأخرين،ومن المتأخرين الشيخ الألباني والشيخ الوالد مقبل
الوادعي ،فكلاهما على جوازه.
·
حمدٍ وشكرٍ لله وتسبيح وتكبير وتهليل.
وغير ذلك من أعمال البِرِّ والخير إلا ما ثبت النهي عنه كالصلاة ..فليست العبادة منحصرةً في الصلاة.
وللاستئناس وطمأنينة قلبكِ رزقني الله وإياكِ الإيمان بالقدر خيره
وشره فهذه فتوى للعلامة الألباني روتها ابنته الفاضلة سُكينة كما في مدونتها
القيمة(تمام المنة)حفظها الله ورحم أباها.
سألتُ أبي رحمه الله تعالى:
كيف تقوم صاحبة العذر الشرعي ليلة القدر؟
فأجابني:"بين: دعاء،وذكر،وتلاوة القرآن، ولا بأس عليها مِن ذلك،
وأظن أنك متأكدة مِن عدم كراهة قراءة المرأة الحائض للقرآن.
فحينئذ، هذا هو المخرَج مِن جهة.
ومِن جهة أخرى، يَحْسُن بِمِثل هذه المناسَبة أنّ المسلم سواء كان
ذكرًا أو أنثى أن يتأدّب بأدب الرسول عليه السلام الذي قال في جملةِ ما قال:(اغتنِمْ
خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: شبابَك قَبْلَ هَرمِكَ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ).
مِن أجل ماذا؟
لأنه جاء في "صحيح البخاري" أنّ المسلم إذا مرض أو سافر،
كَتَب اللهُ له ما كان يَعمله من الطاعة والعبادة في حالة الإقامة وفي حالة الصحة.
فعلى مثل تلك المرأة أن تَغتنم وقْتَ طهارتها وتمكُّنِها من قيام
العشر الأخير، أو على الأقلّ: الأوتار، أو أقلّ من القليل: اليوم أو ليلة السابع
والعشرين، فإن الله عز وجل إذا عَلم مِن أَمَتِه أنها كانت تَفعل ذلك في حالةِ
تمكُّنِها مِن القيام بالصلاة، ثم فَجَأها العُذْرُ، كُتِب لها ما كان يُكْتَب لها
في حالة الطُّهر، هذه نقطة مهمّة جدًّا، ثمرتُها أن يَحرص المسلم على التفصيل
السابق، أن يشغل وقته دائمًا بالطاعة ما استطاع، حتى إذا زادتِ الطاعةُ، فمرَّت
العبادة، تُكتب له رغم أنه لا يَتمكَّن مِن القيام بها" اهـ.