جديد الرسائل

السبت، 25 مايو 2019

العشر الأواخر من رمضان


                

ما أسرع ما تمضي الأيام ،لقد كنا قبل أيام ننتظر قدوم رمضان،والآن يتهيأ شهر رمضان للرحيل، ولم يبقَ منه إلا القليل،وصدق ربنا إذ يقول:﴿ أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ ﴾.

لقد دخلت العشر الأواخر من رمضان،وهي أوقات اجتهاد ومسابقة،ولهذا كان السلف يجتهدون أكثر في العمل الصالح إذا رأوا تناقص الشهر،وخاصة في العشر الأواخر.

وكان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم  قدوتنا وقدوة السلف يخصُّ هذه العشر الأواخر بأعمال لا يعملها في الأوقات الأخرى،ومن هذه الأعمال:

·     الاجتهاد في العشر الأواخر

عن عائشة رَضِيَ اللهُ عَنْهَا:«كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْتَهِدُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ،مَا لَا يَجْتَهِدُ فِي غَيْرِهِ» رواه مسلم (1175).



·     إحياء الليل بالعبادة والتشمير في العبادة



عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، «إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ، أَحْيَا اللَّيْلَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ، وَجَدَّ وَشَدَّ الْمِئْزَرَ». رواه البخاري (2024)،ومسلم (1174)واللفظ له .



·     إيقاظ الأهل للصلاة والاجتهاد

 لقول عائشة:(وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ).



·     الاعتكاف في العشر الأخيرة

عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ»رواه مسلم (1172).



·     التماس ليلة القدر في العشر الأخيرة وخاصة الأوتار

قال البخاري في «صحيحه» تبويب حديث(2017): بَابُ تَحَرِّي لَيْلَةِ القَدْرِ فِي الوِتْرِ مِنَ العَشْرِ الأَوَاخِرِ ثم أخرج عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ فِي الوِتْرِ، مِنَ العَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ».



إن هذه العشر الأخيرة لفرصة ثمينة ، وخاتمة عظيمة لهذا الشهر والأعمال بالخواتيم،وهي تحتاج إلى مجاهدة وصبرٍ ومصابرة،وبعض الناس يُشغل عنها ،ويغفل عن عِظَمِها بالأسواق واللقاءات والنوم والكسل.

فالمسابقة في هذه الأيام قبل الفوات،قبل انصرام شهر المغفرة والعبادة،قبل غلق أبواب الجنة ،قبل فتح أبواب النيران ،وحلِّ الشياطين من الوثاق.

وأوصي أخواتي في الله خاصَّة باغتنام هذه الليالي المباركة،فهي أفضل الليالي،والتشمير عن ساعد الجدِّ في هذه الأيام،فالأيام قليلة،قد آذنت بقرب الرحيل.

حتى المعذورة كل الأعمال الصالحة تبادر إليها ولا تتساهل عدا غير المأذون لها فيه كالصلاة والصيام والطواف بالبيت..

فتبادر إلى الذكر  والاستغفار والدعاء وقراءة القرآن سواء عن ظهر قلب أو من المصحف على الصحيح في المسألة،مع الحرص على التدبر ولا يكن الهمُّ ختمة المصحف فحسب،بل مع التفهم والاتعاظ والتخلق بأخلاق القرآن.

أسأل ربي سبحانه أن يمنَّ علينا وعليكم بالهداية والتوفيق.

اللهم إنا نسألك حسن الختام في هذه الأيام المباركة ،ولا تجعلنا من المحرمين الخاسرين.